نيران في كل مكان.. تكتيك الشرعية والحوثي في الحرب على الجنوب
تتبع المليشيات الحوثية بالتنسيق مع الشرعية الإخوانية، تكتيك الهجوم على الجنوب على أكثر من جبهة، في محاولة لضربه أمنيًّا وإرهاقه عسكريًّا.
بالتزامن مع تماهي سيطرة الحوثيين في شبوة بدعم من مليشيا الشرعية الإخوانية التي انسحبت من المواقع وسلّمتها بعتادها العسكري للمليشيات المدعومة من إيران، فإنّ الأخيرة صعَّدت عسكريًّا في محافظة لحج.
تحاول المليشيات الحوثية تطويق الجنوب من أكثر من جبهة، وذلك لإرهاقه أمنيًّا وعسكريًّا، وشنّت هجومًا كبيرًا على مديرية كرش بمحافظة لحج.
وفي التفاصيل، دفعت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بمسلحيها إلى جبهات حوامرة وحمالة وثمران، في محاولة للتقدم إلى مناطق تمركز القوات الجنوبية.
في المقابل، تصدت وحدات القوات المسلحة الجنوبية المرابطة في كرش للهجوم الحوثي، ووجهت ضربات مباشرة نجحت في إخماد هجوم المليشيات الإرهابية، ومنعتها من التقدم وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
هذا الهجوم الحوثي يعقب تصعيد آخر كان قد وقع جبهة ثرة، عندما أقدمت المليشيات المدعومة من إيران على استحداث مواقع عسكرية جديدة هذا الأسبوع، في محاولة لتعزيز نفوذها الميداني والعسكري.
واندلعت مواجهات عنيفة تضمّنت تبادلًا لإطلاق النار بالأسلحة المتوسطة والقناصة، فيما تكبّدت المليشيات المدعومة من إيران خسائر مادية وبشرية ومنيت محاولاتها للتقدم بهزيمة ساحقة.
فتح المليشيات الحوثية أكثر من جبهة مواجهات ضد الجنوب مرتبط بمساعي المليشيات لإخضاع الجنوب في محاولة للسيطرة على حقول النفط والغاز، وقد وسّعت المليشيات من عملياتها ليس فقط في لحج وشبوة لكنّها شملت أيضًا محافظة أبين، وحدث ذلك بالفعل عندما سيطرت قبل أسابيع على مديرية الصومعة في محافظة البيضاء.
وهناك تحالف ظاهر للعيان يضم الحوثيين والشرعية وتنظيم القاعدة، يتضمن العمل على فتح جبهات قتال عديدة، فالشرعية مثلًا لم تكتف بتسليم مديريات شبوة والانسحاب من مأرب لصالح الحوثيين، لكنّها توجهت صوب معسكر العلم وطوّقته منث ثلاثة أيام ثم أطلقت النيران على المعسكر في محاولة لإثارة اشتباك مع رجال النخبة الشبوانية وفتح الباب أمام تمدّد المليشيات الحوثية.
وثّقت كل هذه التحركات والتطورات العسكرية القائمة حجم الحرب واسعة النطاق التي يتعرّض لها الجنوب، والتي توسّع إطارها الميداني بشكل متصاعد، في محاولة للإجهاز على الجنوب وقضيته إلى جانب العمل على نهب ثرواته لا سيّما حقول النفط والغاز.