المجتمع الدولي يلوذ بـ الانتقالي لإنهاء العدوان الحوثي
رأي المشهد العربي
برهنت جملة من التحركات الداخلية والخارجية خلال الأيام الماضية على انعقاد آمال القوى الدولية والمحلية على المجلس الانتقالي الجنوبي لإنهاء الحرب الحوثية بعد أن أثبت قدرته على دحر العناصر الإرهابية والمليشيات المسلحة خلال السنوات الماضية.
ونجحت التحركات الدبلوماسية الحكيمة للمجلس في طرح قضية الجنوب بثقلها السياسي والعسكري كشريك موثوق في مواجهة الإرهاب الإيراني المدعوم إخوانيًا من مليشيات الشرعية.
وكشفت زيارة الوفد الأوروبي إلى العاصمة عدن ولقاءاته المهمة مع عدد من قادة المجلس على رأسهم الرئيس عيدروس الزٌبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تزامنًا مع لقاء عمرو البيض الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي للشؤون الخارجية بالمبعوث الأممي إلى اليمن، هانز جروندبرج، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي عن إدراك أوروبي ودولي بأهمية توظيف الثقل الذي يحظى به المجلس في تحجيم المليشيات الحوثية الإرهابية وإرغامها على السلام.
تأتي هذه الثقة من النجاحات العسكرية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي في السابق، إلى جانب التزامه السياسي بالتعهدات والمواثيق التي وقع عليها وفي مقدمتها اتفاق الرياض، وعلاقاته الطيبة مع دول التحالف العربي واللاعبين الدوليين أصحاب المواقف المتزنة وتبنيه سياسية دولية تعتمد على البناء والاستقرار وليس الهدم والتخريب.
وعلى المستوى الداخلي أثبت المجلس الانتقالي أنه الأكثر قدرة على مجابهة المليشيات المسلحة سواء على مستوى عناصر الشرعية الإخوانية أو من جهة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وهو ما ظهر من خلال الدعوة التي وجهتها المقاومة الوطنية للانتقالي من أجل المشاركة في دعم جهود التحرر من المليشيات الإرهابية، وهي الدعوة التي قبلها الانتقالي على لسان المتحدث باسمه، علي الكثيري، والذي رحب بجهود الاصطفاف في مواجهة المليشيات الحوثية على امتداد الجبهات في الجنوب واليمن.
ولا يتأخر الانتقالي عن الاستجابة للدعوات الصادقة لمواجهة المليشيات الإرهابية، بل أنه يكون أكثر قدرة واستعداد على الانخراط في أي جهود من شأنها إنهاء حالة الحرب، ليثبت أن مصلحته الوحيدة هي تحسين الظروف المعيشية للمواطنين في الجنوب وبناء دولة جنوبية حديثة، تتخلص من الاحتلال اليمني، وتركز جهودها في بناء مستقبل أبنائها وتساهم بفعالية في حفظ الأمن القومي العربي.
وعلى غرار تحركاته الدبلوماسية، يتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي مبدأ ترشيد العمل العسكري، التزاما بتأكيدات الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التزامه بمسار آمن لاستعادة دولة الجنوب، دون إفراط أو تفريط، وبالتالي فإن يقظة القوات المسلحة الجنوبية في الميدان، عامل حاسم في نظرة القوى الدولية والإقليمية للجنوب، ترجح دور الجنوب كركيزة حقيقية لإنهاء الصراع، وطي صفحته، بعدما فشل التعويل على الشرعية الإخوانية التي ارتمت في أحضان المليشيات الحوثية وأضحت طرفًا صريحًا في محور الشر الإيراني التركي القطري.