دلالات أحداث معسكر العلم.. حرب شمالية جنونية من طرف يشعر بالانهزام

السبت 30 أكتوبر 2021 17:40:00
 دلالات أحداث معسكر العلم.. حرب شمالية جنونية من طرف يشعر بالانهزام

تشير التطورات المتسارعة في محافظة شبوة، إلى أنّ الشرعية تعمل وبشتى الطرق على القضاء على القضية الجنوبية عبر ضرب أمنه وإحلال الإرهاب على أراضيه، وصولًا إلى تهميشه سياسيًّا.

البداية كانت مع تسليم مديريات بيحان والعين وعسيلان إلى المليشيات الحوثية، في عمليات تآمرية إخوانية فجرت غضبًا شعبيًّا جارفًا، نادى المشاركون فيه بضرورة إزاحة نفوذ إخوان الشرعية من المحافظة بشكل كامل.

لم تكتفِ مليشيا الشرعية بذلك، لكنّها توجهت صوب معسكر العلم بمديرية جردان في محاولة رمت بشكل واضح إلى القضاء على عناصر النخبة الشبوانية المتمركزة في المعسكر.

مساعي الشرعية للقضاء على النخبة راجع بالأساس إلى خدمة مقدمة للحوثيين، فحزب الإصلاح يريد تفريغ شبوة من أي قوة قد تقف وقفة حازمة وحاسمة في مواجهة المليشيات المدعومة من إيران، ولا يمكن لأحد تنفيذ هذه المهمة مثل رجال النخبة الذين يملكون تاريخًا ناصعًا في مجابهة الإرهاب.

صحيح أن الشرعية أثارت فوضى عسكرية في منطقة معسكر العلم، لكنّها فشلت فيما خطّطت له وذلك بعد نجاح القوات المسلحة الجنوبية في تأمين خروج قوات النخبة الشبوانية بسلاحها ومعداتها من معسكر العلم في مديرية جردان.

الشرعية أرادت إذلال رجال النخبة وقتلهم ومصادرة عتادهم، حتى تتخلص مما يُشكله لها رجال النخبة من كابوس مفزع، وبالتالي تكون المتحكمة في الأوضاع الأمنية والعسكرية في كامل محافظة شبوة ما يعني تسلميها كلية للمليشيات الحوثية الإرهابية.

سياسيًّا، تريد الشرعية وهي تسلك هذا النهج الإرهاب أن تستأصل أي قوة سياسية ودبلوماسية للجنوب، ولن يتحقق لها ذلك إلا من خلال محاولة إخضاعه أمنيًّا كخطوة أولى للإجهاز عليه سياسيًّا.

تلعب الشرعية بهذه الورقة من أجل تهميش الجنوب عن أي مفاوضات سلام مقبلة، وذلك بعد أن يكون حليفها الحوثي متحكمًا بزمام الأمور، من منطلق أن من يملك الميدان قادر أن يتحكم في مسار السياسة.

يستدل على ذلك بأنّ الشرعية جن جنونها وكثّفت من إرهابها ضد الجنوب وزادت من وتيرة تنسيقها مع الحوثيين وتسليم المواقع في شبوة للمليشيات في أعقاب زيارة وفد السفراء الأوروبيين إلى العاصمة عدن، ولقائه بالرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

هذا اللقاء أعطى زخمًا كبيرًا على الصعيدين السياسي والعسكري للجنوب، ونال ما يمكن اعتباره إقرارًا من طرف دولي فاعل (الجانب الأوروبي) بأن للجنوب قيادة تتحدث باسمها، لها حضورها الواسع والمهم فيما يخص مكافحة الإرهاب، إلى جانب ضرورة تحقيق للشعب الجنوبي ما يصبو إليه وهو استعادة الدولة.

القوة التي حازها الجنوب من خلال هذا اللقاء أرعبت الشرعية من أن يكون للمجلس الانتقالي حضور أقوى في الفترة المقبلة، فأشهرت سلاح خلط الأوراق عسكريًّا عبر تماهي سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية في الجنوب.