مجزرة حوثية بمشاركة إخوانية تفتح جراحًا غائرة في قلب مأرب
يواصل مدنيو مأرب، دفع كلفة التآمر الذي انتهجته مليشيا الشرعية الإخوانية وأفسحت المجال أمام تمدّد المليشيات الحوثية، التي لم تتوقف عن ارتكاب المجازر في صفوف المدنيين.
مأرب شهدت قبل ساعات، مجزرة جديدة أسفرت عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح في المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
وقصفت المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، مركزًا دينيًّا يضم العشرات من طلاب تحفيظ القرآن الكريم والعلوم الدينية في مديرية الجوبة جنوبي المحافظة.
وفي التفاصيل، استهدفت مليشيا الحوثي بصاروخ بالستي مجمع دار الحديث، الذي يضم مسجدًا ومركزًا لتحفيظ القرآن الكريم وسكنًا داخليًّا في بلدة العمود في الجوبة بريف مأرب الجنوبي.
وسقط عشرات الضحايا من الطلاب بين قتيل وجريح، فيما تدخلت فرق إنقاذ لانتشال الضحايا من تحت ركام المبنى.
يُضاف هذا الهجوم المروع، إلى سلسلة طويلة من المجازر التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الإرهابية في محافظة مأرب منذ أسابيع، وهي هجمات هستيرية سعت المليشيات من ورائها من إحكام قبضتها على المحافظة، لكنّها أسفرت عن سقوط 300 قتيل وفق إحصاءات لضحايا الهجمات التي تشنها المليشيات خلال شهر أكتوبر الماضي.
كما أسفرت الهجمات الحوثية، عن نزوح أكثر من عشرة آلاف أسرة من منازلها جنوب مأرب، فضلًا عن نزوح متجدد لأسر كانت تستوطن عشرات المخيمات.
الهجوم الحوثي الأخير، اتهمت مليشيا الشرعية الإخوانية بالمشاركة في ارتكابه، إذ قال شهود عيان ومصادر محلية إنّ الأشخاص الذين استُهدفوا بالصاروخ الباليستي، كان قد تم إرجاعهم قبل يوم واحد من الهجوم، من مدخل مدينة مأرب من قِبل قوات محسوبة على حزب الإصلاح الإخواني وطردوا من نقطة الفلج، في خطوة قيل إنها توثّق حجم التخادم المفضوح بين الإخوان والحوثيين.
الجرائم الوحشية التي يرتكبها الحوثيون، تدعمها السياسات التآمرية التي تتبعها الشرعية الإخوانية، والتي قامت على انسحاب تدريجي من الجبهات، وقد فقد السكان الأمل في تحركات الشرعية لمواجهة إرهاب الحوثيين، لا سيّما أنّ الشرعية الإخوانية لم تكتفِ بالانسحاب من المواقع والجبهات، لكنّها تآمرت على نطاق أوسع بإقدامها على عرقلة جهود القبائل في مواجهة المليشيات المدعومة من إيران.