إيران توظف تصريحات قرداحي لتبرئة ذمتها من الحرب الحوثية
دخلت إيران على خط أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي المسيئة للتحالف العربي، وذلك من خلال سفيرها لدى المليشيات الحوثية في صنعاء حسن إيرلو الذي وظف حديث قرداحي لتبرئة ذمة بلاده من الحرب الحوثية التي تستمر للعام السابع على التوالي وراح ضحيتها آلاف الأبرياء وتسببت في أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم في العصر الحديث.
وحاول إيرلو أن يعيش أجواء المظلومية عبر التماهي مع تصريحات قرادحي التي قلبت حقائق الأوضاع على الأرض ولعب على وتر أن "الشعب اليمني يتعرض للظلم على مدار سبعة أعوام" في حين أن بلاده هي من قادت بالأساس إلى تلك الحرب وترفض إيقافها بالرغم من البوادر العديدة التي أبداها التحالف العربي لوقف إطلاق النار والانخراط في مفاوضات السلام.
ووجدت إيران في تصريحات قرداحي المسيئة مدخلا مناسبًا لقلب الحقائق ومحاولة تصدير الأزمة للتحالف العربي، وهو ما ستوظفه لصالح مزيد من التهرب والمراوغة من أي حلول سلام مستقبلية وستحاول إلقاء المسؤولية على عاتق التحالف العربي مجددا كما الحال في كل مرة تسير فيها مبادرات وقف إطلاق النار في مسارات إيجابية قبل أن تتحطم على صخرة المليشيات الحوثية.
يرى مراقبون أن ردة الفعل القوية من جانب المملكة العربية السعودية تجاه تصريحات قرداحي منطقية لأن تتابع الأحداث يشير إلى أن إيران قد تكون متطورة في خروج هذا التصريح على هذا النحو، وذلك بعد أن رفعت المليشيات الحوثية صورة وزير الإعلام اللبناني في شوارع صنعاء، ودخل المدعو حسن إيرلو على خطها، كما أن إيران ستحاول التسويق لمليشياتها باعتبارها غير مسؤولة عن الدماء التي سالت في اليمن طيلة السنوات الماضية.
ودائما ما تبرع طهران في قلب الحقائق أمام المجتمع الدولي إذ أنها من قامت بتمويل المليشيات المسلحة التي تنتشر في العديد من الدول العربية على رأسها ( اليمن ولبنان والعراق وسوريا) وذلك من أجل مد نفوذها إلى تلك الدول التي تعاني حروب متتالية لم تتوقف منذ أن أقدمت إيران على تأسيس المليشيات المسلحة في ثمانينيات القرن الماضي، في حين أنها في المقابل تحاول تصدير خطاب تصالحي يخدم مصالحها ويرسخ لحضور تلك المليشيات في هذه الدول بما يجلعها خاضعة بشكل غير مباشر للاحتلال الإيراني.
وبدت تصريحات قرداحي ما هي إلا مغازلة لإيران وأذرعها الإرهابية لأنه ذهبت باتجاه الإساءة للتحالف العربي في حين أنه تغافل عن الإرهاب الإيراني الذي يعد بالأساس أصل المشكلة، وهو أمر تعمل إيران على الاستفادة منه على مستوى خلق صورة مزيفة عن وجود دعم عربي لمليشياتها في اليمن، في حين أن مواقع التواصل الاجتماعي عجت خلال الأيام الماضية بتغريدات رفضت تصريحات وزير الإعلام اليمني واتهمت المليشيات الحوثية بشكل مباشر بالتسبب في أكبر كارثة إنسانية.
أشادت مليشيا الحوثي بتصريحات قرداحي المسيئة للتحالف، وزعمت أنّها لا تحمل إساءة، في مشهد غير مستغرب على المليشيات الحوثية، بالنظر إلى أنّها جزء من تقاطعات لوكلاء إيران في المنطقة.