سلمية اعتصامات شبوة تحاصر الشرعية شعبيًّا وسياسيًّا

الأربعاء 3 نوفمبر 2021 11:21:00
 سلمية اعتصامات شبوة تحاصر الشرعية شعبيًّا وسياسيًّا

على الرغم من المساعي المتواصلة والتحركات المتواصلة من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية لإيقاف مد المظاهرات الغاضبة ضدها في محافظة شبوة، إلا أنّ تمسّك المعتصمين بسلميتهم يزيد المشهد التهابًا.

اعتصامات شبوة مستمرة منذ أكثر من 15 يومًا، ويندّد المشاركون فيها بالخيانات الفظيعة التي ارتكبتها الشرعية الإخونية والتي مكّنت المليشيات الحوثية من السيطرة على أجزاء كبيرة من شبوة (مديريات بيحان والعين وعسيلان)، إلى جانب التنديد بالأوضاع المعيشية المتردية التي تسود في المحافظة من جرّاء إهمال متعمد.

منذ اليوم الأول للاحتجاجات، راهنت الشرعية كما هو المعتاد في مثل هذه المواقف، على سلاح القمع مستغلة سلطتها الباطشة والمدججة بالأسلحة في محاولة لترهيب المواطنين، واعتمدت في ذلك على محورين هما الاعتداء على المعتصمين بإطلاق النار عليهم وأيضًا قطع الطرق للحيلولة دون وصول المزيد من المعتصمين إلى منطقة الغضب الكبير (ساحات الاعتصام).

لم تفلح الشرعية في قمع الاحتجاجات، ولا تزال الاعتصامات قائمة حتى الآن وهو ما مثّل صفعة قوية للشرعية، التي تجد نفسها محاصرة شعبيًّا؛ عقابًا على الكم الكبير من الخطايا التي ارتكبتها في حق الجنوب وشعبه.

الأكثر من ذلك أن المعتصمين لوَّحوا بخطوات تصعيدية جديدة إزاء تجاهل الشرعية الإخوانية مطالبهم العادلة، وعلى رأسها إيجاد حلول ومعالجات حقيقية وسريعة لمعاناتهم من انهيار مختلف القطاعات الخدمية، ومحاكمة السلطة الإخوانية على تسليمها مديريات بيحان ومهاجمتها معسكر العلم في جردان.

صحيحٌ أن هذا المشهد الاحتجاجي يحمل أهمية بالغة فيما يخص محاصرة الشرعية شعبيًّا، لكن تبقى الخطوة الأهم تتمثل فيما هو قادم، بمعنى كيفية التعاطي السياسي مع هذا المشهد الاحتجاجي.

يرى مراقبون أنّ الحصار الشعبي الذي فرضه مواطنو شبوة على الشرعية يجب أن يتحول إلى حصار سياسي، وهذا الدور يقع على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك من خلال نقل هذه الأوضاع المتلهبة في شبوة إلى العالم عبر عملية دبلوماسية مكثفة.

هذه الخطوة تحمل أهمية كبيرة بالنظر إلى أنّ تنقل معاناة الشعب الجنوبي إلى العالم، سواء فيما يخص الأوضاع المتردية على صعيد حياة الناس والتي تشهد تدهورًا بشكل متزايد يومًا بعد يوم، أو فيما يخص دعم الشرعية للإرهاب المتمثّل في خدمة المليشيات الحوثية وتوسيعها لنفوذها على الأرض.

كسب تعاطف المجتمع الدولي في هذه المرحلة سينعكس بشكل مباشر على القضية الجنوبية فيما يخص استعادة الدولة وفك الارتباط، لا سيّما أن المجلس الانتقالي فرض نفسه بقوة على طاولة الحل السياسي الشامل بفضل حنكته الاستراتيجية، رغم محاولات لم تتوقف من قِبل الشرعية من أجل تهميشه.

فمشاركة المجلس الانتقالي في أي مفاوضات أو عملية سياسية مقبلة ستؤول إلى مراعاة تطلعات الشعب الجنوبي ومساعيه نحو تحقيق مطالبه، وذلك بعد سنوات من تحركات للشرعية رمت جيمعها إلى فرض سيطرتها على كل مفاصل الجنوب وقضيته عملًا على عرقلة أي نجاحات تُحقّق في مسار استعادة الدولة.