حوار تلميع محسن الأحمر.. جنرال يتنفس كذبًا
"لو أن الشرعية أولت اهتمامًا بالحرب على الحوثيين بنفس القدر الذي تكذب فيه بل وتتنفس الكذب تنفسًا ربما لكان الوضع مغاير".. لسان حال الكثيرين وهم يطالعون تصريحات متواصلة تصدر عن قيادات الشرعية الإخوانية.
فعلى مدار السنوات الماضية، لم تفلح الشرعية في شيء سوى ترويج الأكاذيب والأوهام، عبر مجموعة من الحِيل والأكاذيب حاولت من خلالها تحقيق مكاسب سياسية يعقبها العمل على استقطاب مزيد الدعم لها، ومن ثم يعرف هذا الدعم طريقه إلى خزائن قيادات الشرعية.
اليوم الجمعة، ظهر الإرهابي علي محسن الأحمر، في مقابلة صحفية، وُصفت من قِبل الكثيرين بأنها لم تكن إلا محاولة لغسل سمعة الشرعية، بعدما احتوت على قدر كبير من الأكاذيب.
يُستخلص من مضمون الحوار أنّه محاولة لتلميع محسن الأحمر بكل الصور، سواء إنسانيًّا أو سياسيًّا أو عسكريًّا، ويكأن الجنرال يجهز نفسه أو يُجهزه الإخوان لمرحلة مقبلة، قد يكون له فيها دور أكبر، في خطوة إذا حدثت ستكون مدمرة للاستقرار بشكل كبير.
توقيت الحوار نفسه لم يأتِ مصادفة، إذ يأتي في وقت توسع فيه الشرعية الإخوانية من مؤامراتها واسعة النطاق، سواء فيما يخص الانسحاب من الجبهات والمواقع لصالح المليشيات الحوثية الإرهابية (سيناريو شبوة)، أو التوغل عسكريًّا بشكل أكبر في الجنوب (سيناريو شقرة - أبين).
ممارسات الشرعية عرّضتها لسيل من الانتقادات بل والاتهامات الموثقة، فيما يخص بدعم الإرهاب من جانب، مع طعن جهود التحالف العربي في إطار مكافحة المليشيات الحوثية الإرهابية وعرقلته عن حسم الحرب.
سريعًا، حاول محسن الأحمر السيطرة على الوضع "الخانق" على الشرعية، فحاول الترويج كذبًا بأنهم يقفون إلى جانب التحالف العربي، في كذبة يقول محللون إنها لم تعد تنطلي على أحد.
عزف محسن الأحمر كذبًا على وتر إنساني، إذ ادعى أنّ الشرعية تقدر التضحيات التي قدّمتها السعودية، وزعم أن الهدف واحد، في موقف إخواني خيالي مردود عليه بأن الشرعية إذا كانت فعلًا محقة في الحرب على الحوثيين وأن هدفها مشترك مع التحالف، لكانت قد التزمت بالحرب على المليشيات، أو في أسوأ تقدير عدم التآمر والاستمرار في تسليم الجبهات للمليشيات.
النقطة الأبرز في حوار محسن الأحمر كان اعترافه بالتراجع عن مواجهة الحوثيين، وهذا أمر ربما غير مسبوق بهذا الوضوح، إذ قال الرجل العجوز الذي يوصف بأنه يثقل كاهل الشرعية، إنّ "التراجع الذي تعرضت له المعركة لم يكن في نهم أو الجوف وحسب بل في سائر الجبهات، من الجوف حتى الضالع وتعز".
اعتراف محسن الأحمر بهذا التراجع جاء ممزوجًا بتبرير أثار السخرية، إذ قال "العجوز" نصًا إن "محاولة إدانة شخص واحد وتحميله مسؤولية ما حدث أمر غير منطقي"، في إشارة واضحة بأنّه يعي أنّه متهم بفداحة المشهد العسكري الآن.
وضع الأحمر تفسيرًا لما يمكن اعتباره "انبطاحًا" أمام الحوثيين، إذا حاول إلقاء المسؤولية على القيادات العسكرية التي ظهرت مؤخرًا في مقاطع مصورة وفضحت انسحاب المليشيات الإخوانية من الجبهات وتسليم المديريات إلى المليشيات الحوثية.
أكاذيب محسن الأحمر تناولت الوضع في صنعاء، حيث سئل إن كان مستعدًا لمساندة أي قوة عسكرية لتحرير صنعاء، فقال: "سأكون جنديًّا من جنودها".. تصريح أثار سخرية واسعة من جنرال الإرهاب، يذكِّر بواقعة هروبه في زي حرمة سفير في صيف 2014 من محافظة صنعاء، وتركها تسقط في قبضة 20 طقمًا حوثيًّا فقط، بينما كان يدير وقتها المنطقة العسكرية الأولى التي كان بإمكانها أن تدك الحوثيين دكًا.
كان اتفاق الرياض حاضرًا أيضًا في قائمة أكاذيب الجنرال، فالأحمر المتهم الأول بعرقلة تنفيذ الاتفاق عبر تحريك مليشياته الإخوانية ضد الجنوب، حاول رسم صورة بريئة للشرعية، تدعي من خلالها أنها ملتزمة ببنود الاتفاق.
ادعى الأحمر في هذا الإطار، أنّ الشرعية حريصة على محاربة الحوثيين، في مشهد مثير للعبث أكثر من كونه مثيرًا للكذب، إذ تناسى "رجل القاعدة في اليمن" حجم الخروقات التي ارتكبتها الشرعية وصور التخادم مع المليشيات الحوثية، والتي طعنت جميعها مسار اتفاق الرياض.