بـالهجمات الجنونية.. خطة حوثية لضمان موطئ قدم كبير في العملية السياسية
تكشف مستجدات وتطورات الأوضاع الميدانية أنّ المليشيات الحوثية اختارت مسار التصعيد العسكري الجنوني، بمنطق أن إحراق كل الجبهات قادر على منحها أكبر قدر ممكن من المكاسب.
فمع كل حديث عن جهود تبذل على الصعيد الدولي نحو إحداث حلحلة للأزمة تذهب المليشيات الحوثية نحو التصعيد العسكري، بما يعكس أنّها مُصرِّة على إطالة أمد الحرب، وتتعمّد تقوية وضعها الميداني لتكون قادرة على فرض كلمتها.
تريد المليشيات الحوثية وهي تصعِّد على أكثر من جبهة أن تقول إنها قادرة على التحكم بمجريات الأمور، في رسالة توهم المجتمع الدولي بقوتها المصطنعة، أملًا في أن ينعكس ذلك على حضورها في المستقبل السياسي فيما بعد.
التصعيد الحوثي يأخذ أبعادًا جغرافية مختلفة، إذ تعمل المليشيات على التمدد في الجنوب، مستعينة في ذلك بتنسيقها وتحالفها مع الشرعية الإخوانية التي ينسحب عناصرها من الجبهات والمواقع لتسليمها للمليشيات المدعومة من إيران.
في الوقت نفسه، تصر المليشيات الحوثية على محاولة حسم جبهة مأرب وهو أمرٌ يبقى أقرب من أي وقت مضى، بدعم أيضًا من الانسحابات المتتالية لعناصر المليشيات الإخوانية من المواقع.
كما تعمد المليشيات الحوثية إلى تصعيد الهجمات في محافظة الحديدة في محاولة لحسم هذه المعركة الطويلة والمرهقة، إلى جانب زيادة وتيرة هجماتها ضد المملكة العربية السعودية بسلسلة من المحاولات العدائية التي تستهدف أعيانًا مدنية.
استغلالًا لحالة التراخي غير المبررة من قِبل الشرعية الإخوانية وسباتها العميق، تحاول المليشيات الحوثية أن تظهر أمام المجتمع الدولي بأنها الطرف القوي الفاعل الذي بمقدوره أن يتحكم في مجريات الأمور على الأرض.
يقتنع الحوثيون أن إظهار هذه القوة المزعومة قد ينعكس على الواقع السياسي في أي عملية تفاوضية مستقبلية، فكلما زادت المليشيات المدعومة من إيران من حجم سيطرتها ونشاطها الميداني تكون قادرة على إحداث الفرق السياسي بشكل كبير.
التصعيد الحوثي تجلّى في مشاهد عدائية عدة وقعت جميعها قبل ساعات، إذ أطلقت المليشيات طائرة مسيرة نحو مدينة خميس مشيط جنوبي المملكة العربية السعودية.
وأعلن التحالف العربي، في بيان، نجاحه في اعتراض المسيرة المفخخة للمليشيات الإرهابية، قبل الوصول إلى هدفها.
عدائيًّا أيضًا، نفذت المليشيات الحوثية عمليات عدائية ضد مناطق سكنية في مدينة الصالخ شرقي محافظة الحديدة، لكن القوات المشتركة وجهت نيرانها إلى أوكار المليشيات.
ونجحت ضربات القوات المشتركة، في تحقيق إصابات مباشرة بصفوف المليشيات الحوثية وتكبيد المليشيات الإجرامية خسائر مادية وبشرية، وإنهاء تصعيدها.
يشير ذلك إلى أن المليشيات الحوثية غير منشغلة كثيرًا بنتائج التصعيد بقدر ما تهتم بالتصعيد العسكري نفسه، أي أنها تحاول الظهور أمام العالم بموقف هذه القوة، لخدمة أجندتها التوسعية عبر المحافل السياسية.