حبس انتصار الحمادي يُنبئ بمزيد من الانتهاكات الحوثية ضد المرأة

الاثنين 8 نوفمبر 2021 01:28:00
حبس انتصار الحمادي يُنبئ بمزيد من الانتهاكات الحوثية ضد المرأة

بعثت المليشيات الحوثية بجملة الرسائل السلبية لأوضاع المرأة في مناطق سيطرتها وذلك بعد أن أصدرت محكمة خاضعة لسيطرتها في غرب صنعاء حكمًا اليوم الأحد، بسجن الفنانة عارضة الأزياء الشابة انتصار الحمادي وثلاث من زميلاتها خمس سنوات، بتهم مبهمة وأصرت على تلفيق اتهامات كيدية لهن.

وكشفت سير المحاكمات التي استمرت لعدة أشهر أن العناصر المدعومة من إيران لديها هدف أساسي يتمثل بالتنكيل بالمرأة ونشر الثقافة المتشددة التي تضمن لها سطوة مليشياتها الإرهابية على الأرض دون أن يكون هناك أي حضور للمرأة التي أضحت مهددة داخل منازلها وخارجه، وبرهنت المليشيات الحوثية على أنها لن يكون لديها مانع في تلفيق التهم حيال أي امرأة ترى أنها تخرج عن المنظومة المتشددة التي تحاول ترسيخها في المجتمع.

وسلطت تقارير حقوقية صدرت هذا العام الضوء على جملة من انتهاكات المليشيات الحوثية ضد النساء خلال السنوات الثلاث الماضية، ووثقت اعتقال وإخفاء 1181 امرأة خلال تلك الفترة وتعريضهن للقتل والتعذيب والاغتصاب، إلى جانب 274 حالة إخفاء قسري، و292 حالة اعتقال من الناشطات والحقوقيات.

وأكدت التقارير اعتقال 246 حالة من العاملات في المجال الإغاثي والإنساني، و71 حالة اغتصاب و4 حالات انتحار، وعشرات الحالات لأطفال من الذكور والإناث تم احتجازهم مع أمهاتهم المعتقلات، فيما بلغ عدد المعتقلات تحت سن أكثر من 293 حالة.

وتتركز غالبية الانتهاكات المرتبطة بالنساء داخل السجون وتتنوع ما بين القتل والتشويه والاحتجاز والاعتقال والاختطاف والتعذيب والعنف الجنسي حيث تعرضت المعتقلات للاغتصاب من قبل المشرفين في سجون المليشيات الحوثية، إلى جانب توثيق بعض حالات انتحار للفتيات المعتقلات في السجن المركزي بصنعاء، تحديدا وأن الحوثيين لم يسمحوا ‏بالكشف الطبي على المعتقلات والتحقيق في أسباب الوفيات داخل مراكز الاحتجاز.

قضت محكمة غرب صنعاء التابعة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، اليوم الأحد، بسجن الفنانة عارضة الأزياء الشابة انتصار الحمادي وثلاث من زميلاتها خمس سنوات، وقال مصدر قانوني لـ "المشهد العربي" إن القاضي الحوثي رفض النظر إلى الدفوع المقدمة من محاميي المتهمين.

وأضاف أن الحكم اعتمد على تلفيقات النيابة التي لم يتم إثباتها والتي عملت على إلصاق اتهامات أخلاقية بحق الحمادي وزميلاتها.

وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية، قد اعتقلت الفنانة الحمادي مع ثلاث أخريات في فبراير الماضي، ورفضت توصيات من عضو النيابة المحقق بالقضية سابقا بالإفراج عنها، وأصرت على تلفيق اتهامات كيدية لها.

وبحسب مصادر محلية فإن المليشيا تعمدت تفتيش هاتف الحمادي لإثبات الاتهامات بتورطها في جرائم غير أخلاقية، ووجدت مقطعًا لها خلال تدخينها سيجارة، زعمت لاحقًا أنها حشيش مخدر، ولفتت إلى أن محامي الفنانة رفض تلك الاتهامات، كاشفا عن تعرض موكلته للتعذيب والتوقيع على اعترافات انتزعت منها بالإكراه.

وفي شهر أغسطس الماضي ذكرت مصادر مطلعة أن مليشيا الحوثي نقلت انتصار الحمادي إلى قسم سجينات ما تسميها المليشيا "الحرب الناعمة" وهن النساء اللواتي تلقي المليشيا المدعومة من إيران القبض عليهم وتلفق لهن تهمًا بممارسة دعارة، ونشر ما تقول عنه أخلاقيات دخيلة على المجتمع حسب زعمها.

وفي شهر يونيو الماضي عقدت محكمة غرب صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أولى جلساتها لمحاكمة الحمادي، والتي اعتقلتها في شهر فبراير الماضي من حي شملان غربي مدينة صنعاء، قبل أن تتحول قضية اختطافها بهذا الشكل إلى قضية رأي عام.

واشتهرت الحمادي التي ولدت عام 2001، بترويجها للأزياء اليمنية، إلى جانب أدوارها الفنية المُميزة والتي كان آخرها في مسلسلي "سد الغريب" و"غربة البن".