الحوثي يلغم الأرض والسعودية تطهرها.. سكان بين جحيم المليشيات وإنسانية المملكة
بتفدير كبير، ينظر المجتمع الدولي للجهود الضخمة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، فيما يخص العمل على إزالة وتفكيك الألغام التي توسّعت المليشيات الحوثية في زراعتها.
ففي الوقت الذي تواصل فيه المليشيات الحوثية في زراعة الألغام بشكل مكثف، وهو ما كبّد السكان كلفة دامية، فإنّ المملكة لا تتوقف عن جهودها في تفكيكها، عملًا على إتاحة سبيل نحو حياة آمنة لمن فتكت بهم الحرب الحوثية.
ومنذ نهاية يونيو 2018 حتى الآن، تمكّنت المملكة، ممثلة في مشروع "مسام"، من نزع 286 ألفًا و80 لغمًا وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة، حسبما كشف مدير عام المشروع أسامة القصيبي.
وقال القصيبي في بيان، إنّ فرق مسام نزعت حتى يوم 5 نوفمبر الجاري 179 ألفًا و749 ذخيرة غير منفجرة، موضحًا أنّ الفرق نزعت حتى الآن 96 ألفًا و46 لغمًا مضادًا للدبابات و4174 لغمًا مضادًا للأفراد، إلى جانب نزع 6111 عبوة ناسفة حتى الآن.
وتمكنت فرق مسام منذ انطلاقة المشروع نهاية يونيو 2018 حتى 5 نوفمبر الجاري من تطهير 27 مليونًا و655 ألفًا و847 مترًا مربعًا من الأراضي كانت مفخخة بالألغام والذخائر والعبوات الناسفة.
جهود المملكة في نزع وتفكيك الألغام الحوثية مستمرة منذ عام 2018، وهي جهود شديدة الأهمية فيما يخص العمل على إتاحة حياة آمنة أمام السكان، بعدما توسعت المليشيات الحوثية في إتباع سياسة زراعة الألغام.
ومثّلت مناطق الساحل الغربي على وجه التحديد، الساحة الأكبر لعمليات زراعة الألغام من قِبل المليشيات الحوثية الإرهابية، إذ تكشف تقديرات أن المليشيات الحوثية زرعت نحو مليوني لغم في هذه المناطق، ما جعلها أكبر حقل ألغام في العالم.
كما أنّ المليشيات الحوثية عملت على مدار الفترات الماضية، على زراعة حقول الألغام في الكثير من الأودية بهذه المناطق، وهو ما ضرب القدرات الزراعية لهذه المناطق، بينا مثل وادي الرمة الذي كان شهيرًا بزراعة المحاصيل النقدية، لكن الإرهاب الحوثي المتمثل في زراعة الألغام حوّله إلى صحراء قاحلة.
وأدّى التوسُّع الحوثي في زراعة الألغام على هذا النحو، إلى هجرة السكان وتحديدًا المزارعين من هذه المناطق خوفًا على حياتهم، وهو ما سبّب تفاقمًا في الأعباء الإنسانية على السكان الذين فقدوا أعمالهم من جرّاء هذا الإرهاب.
ففي وادي الرمة على وجه التحديد، فقد وصل عدد الأسر التي كانت تمتلك مزارع في هناك بنحو 150 أسرةـ حيث فقدت هذه الأسر كل مواردها وقد ضربها الفقر المدقع على نحو مروع.
المخاطر التي تشكلها زراعة الألغام من قِبل المليشيات الحوثية، وهي تقابل بجهود ضخمة من قِبل المملكة العربية السعودية فيما يخص تفكيك ونزع هذا الخطر الشديد، تستلزم أيضًا ضررورة إقدام المجتمع الدولي على محاسبة المليشيات على هذه الجرائم المعادية للإنسانية.
وتتهم المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، بأنها تلتزم صمتًا غير مبرر تجاه الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وهذا الصمت هو الذي يدفع المليشيات نحو التوسع والتمادي في الجرائم التي ترتكبها ضد السكان.