الربط الإيراني بين حرب اليمن بقضايا المنطقة.. إصرارٌ على تغذية النفوذ الحوثي

الاثنين 8 نوفمبر 2021 16:36:51
الربط الإيراني بين حرب اليمن بقضايا المنطقة.. إصرارٌ على تغذية النفوذ الحوثي

تتعامل إيران مع الحرب في اليمن، باعتبارها أولوية قصوى، إذ تريد حسمها في أقرب وقت لصالحها قبل أن يتم الحديث عن إجراء مفاوضات حقيقية بشأن قضايا المنطقة المترابطة والمتشابكة.

بشكل واضح، تريد إيران أن يمتد النفوذ الحوثي بشكل حاسم وفي أقرب وقت ممكن، ولعل هذا ما يفسر حجم الهجمات الجنونية التي شنتها المليشيات الحوثية على أكثر من جبهة في الفترة الأخيرة، سواء في تصعيد هجماتها في محافظة مأرب من جانب، مع رفع وتيرة تنسيقها مع المليشيات الحوثية الإرهابية فيما تماهي السيطرة في الجنوب.

الخارجية الإيرانية أعلنت اليوم الاثنين، أنّه يجب إنهاء الحرب في اليمن قبل أي مفاوضات حقيقية بشأن قضايا المنطقة.

توقيت الموقف الإيراني على هذا النحو لا يبدو أنّه يأتي من قبيل المصادفة، فهي تأتي في وقت تفاقمت وتمادت فيه السيطرة الحوثية واستعار تحركاتها العسكرية على أكثر من صعيد، ما يعني أنّ طهران تخطط لبقاء الحوثيين كقوة فعلية على الأرض، ضمن مخطط توظيف هذا الفصيل الإرهابي في خدمة المصالح الإيرانية في المنطقة.

وأيقنت طهران الأهمية الاستراتيجية للتطورات القائمة، فمليشيا الحوثي أصبحت حاضرة بقوة في الجنوب، بفعل تنسيقها مع الشرعية الإخوانية الخائنة والمتآمرة، كما أنها بصدد السيطرة على محافظة مأرب، مستفيدة من الانسحابات المتتالية التي تمارسها الشرعية الإخوانية.

ويحمل الموقف الدبلوماسي الأخير الصادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، ما يمكن اعتباره توجيههًا للمليشيات بأن تواصل تحركاتها العسكرية لتكون لها كلمة حاسمة على الصعيد السياسي في المرحلة المقبلة.

كما أن التصريح الأخير يعني أن إيران لن تنخرط في أي محادثات نحو قضايا وأوضاع المنطقة قبل تحقيق مصالحها كاملة في اليمن بدليل ربطها بالوضع في اليمن بقضايا المنطقة الأخرى.

في الوقت نفسه، لا تُظهر إيران أي نوايا تجاه رغتبها أو جديتها في إطار العمل على حل الأزمة، وتقتنع بهذا الأمر الكثير من القوى الدولية، بينها الولايات المتحدة التي ترى أنه لا يوجد أي دليل على أن إيران تريد إنهاء الحرب في اليمن، في ظل التسليح المتواصل على الصعيد العسكري.

وترى واشنطن أنّ التدريب والدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين أمر سلبي برمته، يساعد على تأجيج الصراع، وهو ما يُشكل مصدر قلق كبيرًا، كما تقول إنّه إذا أرادت إيران أن تبدي وجهها الحسن للمنطقة وحسن النوايا تجاه استقرارها فإن اليمن نقطةُ بداية جيدة لها، في إشارة إلى حتمية وقف دعمها للحوثيين.

ولا تتوقف إيران، عن تقديم الأموال الباهظة والأسلحة المتطورة للمليشيات الحوثية، ضمن أجندة إيران التي تستهدف الاعتماد على مليشياتها الإرهابية لضرب أمن واستقرار المنطقة بشكل كامل.

وسبق أن اعترفت إيران، عبر مسؤولين عسكريين بارزين في أكثر من مناسبة، بأنّ كل ما يملكه الحوثيون من أسلحة ومعدات عسكرية هو بفضل مساعدة إيران، كما أنّ الحرس الثوري قدّم تدريبات عسكرية للمليشيات.

والحرس الثوري جهاز إيران مكلف بتنفيذ سياستها التخريبية من خلال تقديم الدعم المالي واللوجستي للحوثيين، إلى جانب مليشيات أخرى دمّرت الأمن والاستقرار في المنطقة، تنتشر في دول مثل سوريا والعراق ولبنان.