جنود الإمارات البواسل باليمن.. أدوار خالدة تستحق التكريم
شدد الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على تخليد بطولات القوات المسلحة الإماراتية في عملية عاصفة الحزم بأعمال سينمائية لسرد بطولات أبناء الإمارات وتضحياتهم الشجاعة، وهو ما يعبر عن حجم الأدوار التي لعبها أبناء دولة الإمارات البواسل لمواجهة الإرهاب المدعوم من إيران.
هناك توافق عام على أن ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى السياسي والعسكري والإغاثي يستحق التخليد، وذلك بعد أن وقفت حائلا أمام تمدد مشروع إيران وتهديده للأمن القومي برمته إذ كانت المليشيات الحوثية تأمل في إخضاع المحافظات الجنوبية وتهديد مضيق باب المندب وخليج عدن، وألقت دولة الإمارات بثقلها لدعم أبناء الجنوب الذين استطاعوا تطهير كافة المحافظات في غضون أشهر قليلة.
على المستوى السياسي لعبت دولة الإمارات دورا مهمًا من حيث تقديم كافة سبل الدعم الدبلوماسي والدولي لحل الأزمة، وكثفت مشاوراتها مع أطراف عديدة وتبنت رؤية اقتنع بها المجتمع الدولي حيث تركزت بالأساس على سد المنافذ التي تستخدمها إيران ومليشياتها الإرهابية لإطالة أمد الصراع، وكانت لديها رؤية سابقة لتوجهات دولية حالية ارتكنت على ضرورة أن يكون الحل شاملا دون استثناء لأي طرف.
على المستوى الإغاثي قادت دولة الإمارات الجهود الدولية للوصول للفئات المتضررة من الحرب الحوثية وتصدرت قائمة الدول التي قدمت مساعدات إغاثية في مناطق متفرقة، والأمر لم يقتصر على ذلك فحسب بل أنها قادت لتطوير العمل الإغاثي إلى عمل تنموي وظهر ذلك في عشرات المشروعات التي تبنتها في مناطق مختلفة وكانت سببًا رئيسيًا في الصمود بوجه المليشيات الحوثية والعناصر الإرهابية الأخرى المتحالفة معها.
يمكن القول بأن جنود الأمارات ليسوا فقط من شاركوا في المعارك العسكرية لكن هناك جنود شاركوا بفاعلية في الجهود الدبلوماسية والدولية، وآخرون خاضوا حروبا ومعارك لتوصيل المساعدات إلى المواطنين، وفي الوقت الذي تراجع فيه المجتمع الدولي عن مسؤولياته الإغاثية بحجة استهداف القوافل من المليشيات الحوثية والمخاوف من انتشار فيروس كورونا، كان جنود الإمارات يقومون بأدوارهم على أكمل وجه.
وأكد قرقاش في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم أني: "أتطلع إلى مشاهدة فيلم الكمين الذي سُيعرض في دور السينما ابتداءً من 25 نوفمبر".
وأوضح أن: "احترافية وبسالة قواتنا المسلحة في اليمن وضمن عاصفة الحزم تستحق الكثير من المؤلفات والأعمال السينمائية والدرامية لسرد قصصهم البطولية وتضحياتهم في ميادين الشرف والشجاعة"، مختتما بهاشتاج: "الإمارات".
وساهمت القوات المسلحة الإماراتية في مساعدة عدن عقب تحريرها، حيث تدفقت سفن وطائرات الإغاثة وتم توزيعها على مختلف المحافظات المحرّرة، ليسهم ذلك في تطبيع الحياة والتخفيف من معاناة اليمنيين. كما ساهمت في إعادة تأهيل وصيانة مطار عدن الدولي، بهدف استقبال النازحين الذين غادروا عدن بسبب الحرب، واستقبال طائرات الإغاثة التي تدفقت على عدن وقتها من مختلف دول التحالف العربي.
ولعبت دورا مهمًا عقب الحرب في تنظيم عملية إجلاء الجرحى عبر مطار عدن الدولي. وعلى الرغم من صعوبة الأوضاع الأمنية في عدن بعد تحريرها، إلا أن القوات الإماراتية بذلت جهودا كبيرة للتخفيف من معاناة الجرحى، من خلال تسهيل إجراءات سفرهم.
وساعدت القوات المسلحة أبناء مناطق الساحل الغربي، منذ بدء عمليات تحرير منطقة باب المندب نهاية عام 2015. وكان هناك عمل إنساني كبير متعدد الأوجه لهذه القوات التي وضعت نصب أعينها مساعدة أبناء هذه المناطق في مواجهة الظروف الصعبة، حيث أمنت وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى مناطق الساحل الغربي تباعا، وعملية التأمين تمثلت في حماية القافلات من الكمائن، بالإضافة إلى تطهير الطرق من الألغام.
وقدّمت الإمارات مساعدات إغاثية وداعمة للاستقرار تقدر بقرابة ستة مليارات دولار من خلال المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالإضافة إلى إعادة بناء المستشفيات والمدارس، والبنية التحتية، مثل أنظمة الماء والكهرباء. كما تم توزيع عشرات الآلاف من الأطنان كتموين ومواد غذائية.