عقوبات قادة الإرهاب الحوثي لا تكفي لدحر المليشيات
فرضت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، أمس الأربعاء عقوبات جديدة على ثلاثة من القادة العسكريين البارزين التابعين لمليشيات الحوثي الإرهابية، وذلك بعد أن توالت الجرائم الإرهابية للعناصر المدعومة من إيران باتجاه المملكة العربية السعودية وعلى سواحل البحر الأحمر ونهاية بجرائم الحرب التي ترتكبها بحق العديد من الأبرياء.
وأثار قرار لجنة العقوبات تساؤلات عديدة حول مدى كفاية مثل هذه العقوبات لتقويض خطر الإرهاب الحوثي، تحديدا وأن القيادات الثلاث الحوثية مدرجة في قائمة نشرها التحالف في العام 2017 وضمت 40 مطلوبا، وكانت الولايات المتحدة عاقبت اثنين من هؤلاء في مايو الماضي، غير أن الإرهاب الحوثي لم يتوقف بل أن طهران عمدت على تقديم مزيد من الدعم لعناصرها للاستمرار في الجرائم الإرهابية.
يرى مراقبون أن العقوبات التي توقعها الهيئات والمنظمات الدولية بحق أشخاص داخل ترسانة الإرهاب الحوثي لا يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية على الأرض، لأن هؤلاء قد يستطيعوا ممارسة عملياتهم الإجرامية بحرية ولن تثنيهم العقوبات عن وقف عملياتهم بحق الأبرياء، كما أن المليشيات الحوثية التي ترعاهم هي بذاتها في معزل عن العقوبات وتتجاهل الولايات المتحدة الأمريكية وضعها على لائحة المنظمات الإرهابية.
في رأي هؤلاء فإن المليشيات الحوثية لا تتأثر بالعقوبات الفردية بينما تكون بحاجة إلى عقوبات تشل حركتها كمنظمة تمارس أعمال إرهابية بحق المواطنين، وهو ما يتطلب أيضًا جهودا عسكرية على مستوى أكبر لصد جرائمها الإرهابية، وأن خطوات التحالف العربي الساعية لوقف جرائمها يجري دحضها بصورة غير مباشرة من جانب المجتمع الدولي الذي يقف متفرجًا على ما ترتكبه من جرائم في مناطق متفرقة.
وطالت العقوبات الأممية الإرهابي المدعو محمد عبد الكريم الغماري، الذي ساعد في تنظيم الهجمات عبر الحدود ضد السعودية وقاد الهجوم على مأرب، إلى جانب المدعو يوسف المداني، والمدعو صالح مسفر صالح.
يصعب النظر بإيجابية إلى موقف الأمم المتحدة طالما أنها لم تحشد المجتمع الدولي نحو مواجهة أكثر فاعلية للعناصر المدعومة من إيران وطالما استمرت جلسات الإطلاع التي يعقدها مجلس الأمن من دون إصدار إي قرارات عقابية ليس فقط بحق المليشيات الحوثية ولكن بحق الداعم الأول لها والمتمثل في إيران إلى جانب القوى الإقليمية الأخرى التي تشارك طهران في تمويل مليشياتها.
أرجع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، جيمس كليفرلي، عقوبات مجلس الأمن على ثلاثة قياديين في مليشيا الحوثي الإرهابية إلى دورهم في الهجمات على السعودية، وأشار في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، إلى خرق المليشيا المدعومة من إيران القرار الأممي بحظر الأسلحة، مطالبا الحوثيين الإرهابيين بالانخراط في الحوار.
تصدت الدفاعات الجوية للتحالف العربي، منذ قليل، لثلاثة صواريخ بالستية أطلقتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تجاه المنطقة الجنوبية، وكشف التحالف عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحييد قدرات المليشيا الحوثية الإرهابية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.
وردا على تلك الضربات وجه التحالف العربي مساء أمس الأربعاء، ضربات دقيقة لأهداف عسكرية مشروعة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران في مدينتي صنعاء وصعدة، استهدفت ضربات مقاتلات التحالف عدة أهداف شملت مواقع للصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة المفخخة ومخازن أسلحة.
وحيدت الضربات، بحسب المتحدث باسم التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي، إمكانيات المليشيا الإرهابية العابرة للحدود ومحاولات استهداف المدنيين، ووصف في بيان، للتحالف أمس اعتداءات المليشيا الحوثية الإجرامية، العابرة للحدود بأنها عبثية، مؤكدا أن التحالف لا زال يمارس ضبط النفس.