خطر الإرهاب الحوثي الإخواني يحوم حول أبين
على الرغم من تمادي نفوذ المليشيات الحوثية في محافظة شبوة، إلا أنّ غاية هذا الفصيل الإرهابي لا يبدو أنّها تنتهي عند هذا الحد، إذ تسعى المليشيات لما هو أبعد من ذلك.
الأسابيع الماضية شهدت تكثيفًا في بنود المؤامرة الإخوانية التي تمثّلت في تسليم الجبهات والمواقع للمليشيات الحوثية في محافظة شبوة، وحدث ذلك تحديدًا في مديريات العين وبيحان وعسيلان، ولا تزال وتيرة التراخي والانسحاب الإخواني تتصاعد بما يشير إلى تصاعد النفوذ والاحتلال الحوثي في الجنوب.
وعلى الرغم من احتمالية سقوط شبوة بالكامل تحت نطاق السيطرة الحوثية بين فترة وأخرى، إلا أنّ تحذيرات أطلقت من أن يتمدد الحوثيون صوب محافظة أبين، وهي نقطة جوهرية توليها المليشيات المدعومة من إيران أهمية كبيرة.
انسحابات المليشيات الإخوانية في الأيام الماضية من محافظة شبوة كانت ممزوجة بتحرشات وتحركات عسكرية في محافظة أبين، وهو ما أثار تخوفات بأن يكون ذلك استباقًا لتنسيق متبادل بين الجانبين.
وفيما تسعى الشرعية لاستقدام النفوذ الحوثي للجنوب بشكل كامل، فإنّ الوضع في أبين قد يندفع نحو الالتهاب، إذا ما بلغته عمليات التسليم والتسلم من قِبل الشرعية لصالح المليشيات المدعومة من إيران.
الاحتلال الحوثي إذا امتد لأبين سيكون خطيرًا على الصعيد الجغرافي، ففي هذه الحالة يكون الحوثيون قد سيطروا على منفذ بحري شديد الأهمية يربط جغرافيًّا محافظات شبوة وحضرموت والمهرة مع القسم الغربي الذي يضم أبين ولحج فضلًا عن العاصمة عدن.
هذا البعد الميداني يعني أنّ سيطرة المليشيات الحوثية أو بالأحرى احتلالها لمحافظة أبين، سيكون تطورًا خطيرًا، ولعل هذا الأمر ما يفسِّر تسريع وتيرة التنسيق الحوثي الإخواني في حسم الأمور في شبوة أولًا بالتزامن أيضًا مع تماهي سيطرة المليشيات المدعومة من إيران على جبهة مأرب، لتكون الخطوة التالية على الأرجح هي أبين.
تفرض هذه التهديدات والمخاطر استعدادات من نوع آخر للقوات المسلحة الجنوبية، فالشرعية تواصل الانبطاح أمام الحوثيين وتسلمهم الجبهات والمواقع مع محاولة استفزاز الجنوبيين من خلال خرق اتفاق الرياض عبر سلسلة من الاستفزازات العسكرية.
ويبدو أنّ المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة رسم خطوط حمراء عسكرية تراعي المحافظة على أمن الجنوب، وهي إجراءات حتمية تراعي مبدأ الدفاع عن النفس من التهديدات التي يتعرض لها الجنوب بشكل متواصل.
حتمية لعب هذا الدور تعود إلى أنّ الشرعية الإخوانية تريد بشتى السبل العمل على إشعال الجنوب بنيران الفوضى والإرهاب، وبالتالي يجب إجهاض هذا السيناريو مبكرًا عبر جهود عسكرية شاملة تقطع أذرع الإرهاب بشكل كامل منعًا لإعادة المشهد الذي كان عليه الجنوب في سنوات مضت، عندما توغّل الإرهاب في أراضيه.
