أرضهم لا تشغلهم.. تصريحات حيدان تفضح بوصلة الشرعية نحو احتلال الجنوب
في كل مقابلة تجريها قيادات الشرعية الإخوانية، فإن المجال يكون مفتوحًا أمامهم لإطلاق سيل جارف من الأكاذيب.
هذا التوجه لا يقتصر على أنّه محاولة للنيل من الجنوب وحسب بقدر ما يُعبِّر الأمر في حد ذاته عن حجم الضغوط التي يعاني منها هذا المعسكر.
انضم المدعو إبراهيم علي حيدان إلى ركب مزيفي الحقائق، فالرجل الذي يفترض أنه المسؤول عن تحقيق الأمن وبسط الاستقرار بحكم وظيفته كوزير للداخلية، ترك وظيفته وغرس بذور الفوضى والاضطراب، ثم ذهب إلى غسل سمعته ونظامه.
ظهر حيدان في مقابلة إعلامية، حاول خلالها التبرؤ من الفوضى الأمنية في المناطق التي يخلو منها الحوثيون أصلًا.
حاول حيدان تحميل المليشيات مسؤولية هذا التردي الأمني على الرغم من أنّ الإرهاب الحوثي غير حاضر فيها بشكل أو بآخر، بينما واقع الحال يشير إلى صناعة متعمدة لهذه الفوضى من قِبل المليشيات الإخوانية.
مبررات واهية ساقها حيدان عن هذه الفوضى الأمنية محاولًا التبرؤ من المسؤولية تردي هذه الأوضاع، لكنّه لم يغفل أيضًا الإدعاء بأن الأوضاع الأمنية بدأت في التحسن، وذلك على خلاف الحقيقة، إذ تتجه الأمور في المناطق الخاضعة لنفوذ الشرعية نحو مزيد من التدهور الأمني ضمن سياسة متعمدة تغرسها الشرعية لتثبيت هذا النفوذ.
حاولت الشرعية - عبر حيدان - استغلال الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة عدن مؤخرًا، للدعوة إلى أن تتولى هي زمام الأمور على الصعيد الأمني، دون ما دعاه حيدان مركز قيادة واحد.
يفهم من هذه الدعوة أنّ الشرعية تبرهن على رغبتها في أن هدفها هو السيطرة على العاصمة عدن، في وقت لا تضع فيه الحرب على أجندة اهتمامها.
يتضح من تصريحات حيدان، وهي مشابهة بشكل كبير لمواقف كل قيادات الشرعية، أنّهم يتعاملون على أنّ أرضهم هو الجنوب، بمعنى أنّ الهدف الأكبر بالنسبة لهم هو إخضاعه وفي المقدمة العاصمة عدن.
يُستدل على ذلك بأنّ الشرعية لا تتحدث أبدًا عن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلا من باب الاستهلاك المحلي والإقليمي وذلك من منطلق محاولة تفادي الحرج ليس أكثر.
لكنَّ الدعوات والتصريحات مصحوبة بالتحركات التي تقدم عليها قيادات الشرعية تصب جميعها في خانة العمل على إيجاد نفوذ لها في الجنوب بأي طريقة، بما في ذلك إتباع طرق مشبوهة من أجل إيجاد هذا النفوذ.