رؤية الانتقالي الصائبة تمهد لاستعادة الدولة
رأي المشهد العربي
تصدر المجلس الانتقالي الجنوبي المباحثات التي جرت في المملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية وكان طرفًا فاعلًا في الاجتماعات التي جرت سواء على مستوى التحركات السعودية التي تستهدف حصار المليشيات الحوثية ووقف تمددها، أو من جهة الجهود الدولية التي يقودها المبعوث الأمريكي ونظيره الأممي لوضع أسس جديدة للتفاوض من أجل إنهاء الحرب الحوثية.
يبدو من الواضح أن المجتمع الدولي بوجه عام والتحالف العربي على وجه الخصوص أدركا أن الانتقالي هو الطرف الأكثر جاهزية على الأرض للتعامل مع محور الشر (القطري التركي الإيراني) والذي أفرز عن تشكيل تحالف شيطاني بين مليشيات الإخوان المهيمنة على قرار الشرعية والمليشيات الحوثية الإرهابية، الأمر الذي ظهرت بوادره بتوالي الزيارات الدبلوماسية إلى العاصمة عدن خلال الأسابيع الماضي.
استطاع الانتقالي أن يهزم كافة المؤامرات التي حاكتها الشرعية والمليشيات الحوثية بحقه بعد أن حاولا إبعاده بكافة السبل عن الدخول في أي مفاوضات تستهدف إنهاء الحرب، وأثبت قدرته على الثبات والقوة في التعامل مع الجرائم الإرهابية التي تعرض لها الجنوب خلال السنوات الماضية حتى تمكن أن يصبح طرفًا أصيلًا لا يمكن تجاوزه، بل أنه أضحى على رأس القوى الفاعلة التي يجري التعويل لإيجاد مدخل مناسب من الممكن أن يقود للتسوية الشاملة.
خلال الاجتماعات التي عقدها الرئيس عيدروس الزُبيدي مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، أو مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، كان هناك إشادة قوية بموقف المجلس الانتقالي وتعاطيه الإيجابي مع جهود استئناف تطبيق اتفاق الرياض والدفع باتجاه عملية سلام شاملة، ما يبرهن على أن أدواره العسكرية والدبلوماسية والسياسية التي لعبها خلال الفترة الماضية كانت بمثابة ركيزة أساسية تقوم عليها مباحثات الحل الجاري.
وتراجع حضور الشرعية الإخوانية على الساحتين الإقليمية والدولية لانغماسها في تحالف مع المليشيات الحوثية، وانهيار الثقة سواء من جانب التحالف العربي أو المجتمع الدولي، لارتهانها إلى مصالح الأجندة الإخوانية والحوثية، وتعويلها على التنظيمات الإرهابية على الأرض، لشن هجمات غادرة على القوات المسلحة الجنوبية، وانسياقها خلف هدف وحيد وهو السيطرة على ثروات الجنوب.
يمكن القول بأن الانتقالي سيكون طرفًا رئيسيًا في رسم ملامح التحركات السياسية والدبلوماسية الساعية للحل الشامل خلال الفترة المقبلة، وهو ما يجعل هناك فرصة مناسبة لاستعادة الدولة ونصرة القضية الجنوبية وإنهاء احتلال القوى اليمنية ، الأمر الذي يبرهن على أن رؤية قيادات الانتقالي تجاه التعامل مع جملة من المشكلات والأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية خلال السنوات الماضية كانت صائبة.