التحالف يحيّد الحوثي عسكريًّا لإخضاع المليشيات سياسيًّا
كثّف التحالف العربي في الآونة الأخيرة، من عملياته العسكرية على الحوثيين، على نحو يشكل ضغطًا على المليشيات المدعومة من إيران.
وأجمع محللون على ضرورة إقدام التحالف على هذه الاستراتيجية التكتيكية باعتبارها ستقود ناجعة فيما يخص كسر شوكة المليشيات ، في خطوة تحمل أهميتها أنّها تتزامن مع حراك سياسي في هذه الآونة يستهدف محاولة التوصل إلى حل سياسي.
ولا يبدو أنّ الوصول إلى حل سياسي أمرٌ ممكن طالما أنّ المليشيات الحوثية تحتفظ بقوتها العسكرية، وبالتالي فإنّ المرحلة الراهنة تتطلب تحييد القوة العسكرية للمليشيات الحوثية، بما يجبرها على الانخراط نحو مسار تحقيق السلام رغمًا عنها.
وباتت هذه الحقيقة ضرورة أكثر إلحاحًا بعدما زاد النفوذ الحوثي بشكل كبير، مستفيدًا من خيانات الشرعية الإخوانية التي انسحبت من المواقع والجبهات، فوجدت المليشيات المدعومة من إيران، نفسها تسيطر على العديد من الجبهات دون أي مواجهات عسكرية.
يعني ذلك أنّ المليشيات لم تُستنزف في الأساس من أجل إتساع رقعة نفوذها ميدانيًّا، وهو ما يعني أنها لا تزال تحتفظ بترسانتها العسكرية التي زوّدتها بها إيران، وتلك حقيقة تستوجب ضرورة الضغط على الشرعية الإخوانية في أقرب وقت ممكن.
ضرورة تحييد القوة العسكرية للحوثيين تجلّت أيضًا في أنّ المليشيات المدعومة من إيران كثّفت من وتيرة عملياتها العسكرية ضد المملكة العربية السعودية في الأيام الماضية.
تكثيف وتيرة العمليات، حملت على الأرجح رسالة من المليشيات بأنّها عازمة على المضي قدمًا نحو مزيد من التصعيد العسكري، وأنّها لن تنصاع لدعوات الحل السياسي بأي حالٍ من الأحوال.
هذا الواقع استدعى هو الآخر أن يكون هناك تحرك عسكري ناجع من قِبل التحالف العربي اعتمادًا على توجيه ضربات نوعية تستهدف تحييد القدرات العسكرية للمليشيات الحوثية في أقرب وقت ممكن.
ففي هذا الإطار، أعلن التحالف العربي بدء تنفيذ عملية نوعية للتعامل مع مصادر التهديد الحوثي، وذلك بعدما كشف في الوقت نفسه عن تدمير ثلاث طائرات مسيرة مفخخة أطلقت باتجاه المنطقة الجنوبية في المملكة.
قبلها أيضًا، أعلن التحالف تدمير عشرات الألغام البحرية لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، قائلًا إنه تم تدمير 220 لغمًا بحريًّا شكَّلت خطرًا على السفن التجارية وناقلات النفط العملاقة.
وأكد التحالف أنّ الألغام البحرية تهدد الملاحة البحرية والتجارة العالمية بجنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب.