تصنيف حماس إرهابية في بريطانيا.. الحوثي يتباكى على إخوانه
عكس التضامن الحوثي مع حركة حماس بعد إعلان بريطانيا تصنيف "الأخيرة" تنظيمًا إرهابيًّا، حجم الترابط بين أجنحة إيران في المنطقة، باعتبار أن أهدافها تصب في خانة واحدة.
فلم تكد تعلن بريطانيا أنها ستصنّف حماس تنظيمًا إرهابيًّا حتى بدأت المليشيات الحوثية الصراخ دفاعًا عن الحركة الفلسطينية، بما يعكس حجم الترابط الذي يجمع بينهما.
المملكة المتحدة، أعلنت على لسان وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، أنّ حركة حماس الفلسطينية، سيتم تصنيفها قريبًا على أنها منظمة إرهابية، وصرحت الوزيرة: "حماس لديها قدرات إرهابية كبيرة"
وأفادت وزارة الداخلية بأنّه إذا دخل الحظر حيز التنفيذ بعد مناقشة مقررة في البرلمان الأسبوع المقبل، فإن العضوية في حماس أو الترويج لها ستُعاقب بالسجن لمدة تصل إلى 14 عامًا، بموجب قانون مكافحة الإرهاب البريطاني.
وغرّدت بريتي باتيل على "تويتر": "تمتلك حماس قدرات إرهابية كبيرة بما في ذلك الوصول إلى ترسانة واسعة ومتطورة بالإضافة إلى معدات إرهابية.. لهذا أتحرك اليوم لحظر حماس بالكامل".
هذه الصرامة البريطانية التي عبّرت عنها وزيرة الداخلية، لم تثر حفيظة حماس وحدها، لكنّها الأذرع الإيرانية وفي مقدمتها المليشيات الحوثية عبّرت عن سخطها من هذا التطور، على نحو عكس حجم الترابط بين الفصائل المسلحة التي صنعتها إيران في المنطقة.
إيران عملت طوال الفترة الماضية على تغذية العلاقات بين حماس والحوثيين، باعتبار أنّ كلًا منهمًا جندي مطيع في الجيش المعسكر الإيراني المسلح، وكثيرًا ما توثّق عبارات الغزل المتبادلة حجم التقارب بين حماس والحوثيين.
ففي منتصف العام الجاري، التقى ممثل حركة حماس في صنعاء معاذ أبو شمالة، القيادي بالميليشيات محمد علي الحوثي، وقدّم له هدية تقدير على مواقفه تجاه الحركة.
وخلال ذلك اللقاء، قدّم أبو شمالة درع حماس لعضو المجلس الحوثي، تقديرا لما يسمونه دور الميليشيات في دعم الحركة والقضية الفلسطينية، بحسب ما يزعم كلا الجانبين.
العام الماضي أيضًا تلقى ما يُعرف بـ"المكتب السياسي" التابع للحوثيين، رسالة من المكتب السياسي لحركة حماس، عبّر فيها إسماعيل هنية عن تأييده لسلوكيات المليشيات في اليمن المنطقة، في تجاهل تام لحجم الإرهاب الذي تفشى على يد المليشيات.
ولا يمكن فصل بزوع العلاقات الحوثية بحركة حماس بأنه يندرج في إطار التقارب المليشيات مع حزب الإصلاح الإخواني، وجميع هؤلاء تحتضنهم إيران وتمدهم الدعم المسلح أو المالي.
وتلعب حماس باعتبارها حركة إخوانية دورًا مهمًا في التنسيق بين الحوثيين وإخوان اليمن، تحت شعارات متاجرة بالقضية الفلسطينية، لكن باطن هذه العلاقات سرعان ما يفتضح أمره وتتكشف معالمهم وهو خدمة المعسكر الإيراني القطري التركي، وسلاح هذا المعسكر هم المليشيات الحوثية وفصائل تنظيم الإخوان سواء حماس أو حزب الإصلاح.
واستغلت هذه الفصائل شعارات الدفاع عن الأقصى وتحرير القدس من أجل تحقيق مكاسب فردية وإبعاد شبهة الإرهاب عن نفسها، فكثيرًا ما أقدم حزب الإصلاح والمليشيات الحوثية على إطلاق حملات تبرع يُزعَم أن هدفها دعم القضية الفلسطينية لكن الأموال التي يتم جمعها تذهب إلى خزائن قيادات هذه الفصائل.
كما أنّ هذه التيارات إذا كانت محقة في دعمها للقضية الفلسطينية لذهبت منذ سنوات للدفاع عنها، لكن الترسانة العسكرية سواء التي يمكلها الحوثيون أو الإخوان تستهدف المدنيين سواء في الجنوب أو في اليمن.