مأزق التحالف الإخواني الحوثي
رأي المشهد العربي
شهدت الأيام الماضية اختلافًا ملحوظًا في وتيرة تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية على الأرض سواء كان ذلك في الجنوب بفعل قوة الحضور الشعبي في لقاء الوطأة بمحافظة شبوة أو في جبهة الساحل الغربي بعد أن حققت القوات المشتركة جملة من الانتصارات العسكرية المهمة، ونهاية بالتطور الأهم الذي يجري حاليًا في الرياض إذ يتصدر المجلس الانتقالي الجنوبي المباحثات الجارية بشأن الوصول لاتفاق سياسي شامل.
تصب كافة هذه التطورات في صالح قضية الجنوب العادلة كما أنها تخدم أيضًا خطط التحالف العربي لإنهاء الحرب الحوثية، في حين أنها تشكل هزيمة ساحقة للتحالف الإخواني الحوثي الذي عوَل على استمرار مخططات تسليم وتسلم الجبهات وخلط أوراق الحل السياسي والتمادي في الحرب لأطول زمن ممكن، في حين أن الواقع يشير إلى هناك حصارًا داخليًا وخارجيًا لتفكيك هذا التحالف الذي نشأ برعاية قطرية تركية إيرانية.
ينتظر الشرعية الإخوانية في شبوة مزيد من الانتكاسات والهزائم مع تجاهل لمطالب أبناء شبوة خلال لقاء الوطأة بمديرية نصاب، وهو أمر حذّر منه أبناء الجنوب الذين شاركوا في هاشتاج "مهلة شبوة للإخوان اقتربت"، وأكدوا خلاله على أن هناك إجماع شعبي في المحافظة على طرد السلطة الإخوانية ومحاكمتها على تسليمها بيحان.
الأمر ذاته لا يختلف في الساحل الغربي إذ أن هناك إدراك بوجود تحالف خفي بين الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإرهابية بعد أن سهلت الأولى مهمة سيطرة العناصر المدعومة من إيران على الجزء الأكبر من محافظة الحديدة، وبالتالي فإن انتصارات القوات المشتركة والتي تمكنت من التقدم إلى شمال مديرية حيس تزيد غلة الهزائم الذي يتعرض لها الطرفان خلال الأيام الماضية.
على المستوى الدولي يبدو أن هناك مزاجًا ساعيًا لتضييق الخناق على المليشيات الحوثية وذلك بعد أن تورطت في جريمة اقتحام السفارة الأمريكية في صنعاء واحتجازها لعدد من الموظفين والحراس المحليين لمجمع مباني السفارة، يتزامن ذلك مع ضغوط أخرى تسعى الولايات المتحدة لممارساتها على إيران تزامنًا مع انطلاق مفاوضات الملف النووي من بوابة المليشيات الحوثية.
وسط كل هذه الانتكاسات استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يعبر عن رؤيته للحل الشامل أمام المجتمع الدولي، ولعل تأكيد الرئيس عيدروس الزُبيدي على أن الحل الجذري للصراع في اليمن، باستعادة دولة الجنوب المستقلة ذات السيادة على حدود ما قبل العام 1990، أثناء لقائه سفير مملكة النرويج ثوماس ليد بول، يعد هزيمة جديدة لقوى الاحتلال اليمني التي عمدت على استهداف القضية الجنوبية وعرقلة نصرتها.