ملحمة شبوة الشعبية.. كابوس يطارد أحلام الشرعية
برهن أبناء محافظة شبوة على أن هناك توافقًا شعبيًا واسعًا على إنهاء احتلال المحافظة وطرد عناصر الشرعية الإخوانية ومليشيات الحوثي الإرهابية، وهو ما ظهر واضحًا خلال لقاء الوطأة قبل أيام والذي لحقه تحركات شعبية جنوبية عديدة أبدت إصرارا على ما جاء في مخرجات اللقاء الذي عقد بمديرية نصاب، في ظل صمت مريب من الشرعية الإخوانية التي تعرضت لصدمة مازالت تحاول التعامل مع تأثيراتها.
لم تكن تتوقع الشرعية أنها ستحاط بهذا القدر من الغضب الشعبي بالرغم من الجرائم الإرهابية والممارسات الإجرامية التي ترتكبها بحق المواطنين الأبرياء، ويبدو من الواضح أن حساباتها التي بنتها على إرهاق المواطنين وشغلهم في أزماتهم اليومية لم تكن دقيقة أو بالأحرى لم تكن سليمة بالمرة، إذ ذهبت باتجاه دفع المليشيات الحوثية إلى المحافظة وفي مخيلتها أنها لن تواجه بأي مقاومة شعبية أو عسكرية.
بنت الشرعية أحلامها على تحويل شبوة إلى نقطة انطلاق لتحالفها مع المليشيات الحوثية في الجنوب، غير أنها تلقت صفعات عديدة شعبية وسياسية إلى أن وجدت نفسها أمام ملحمة جنوبية أضحت كابوس يطاردها، تحديدا وأن مخططات تسليم كافة أراضي محافظة مأرب لم تنجح بفعل الضربات القوية للتحالف العربي وبالتالي فإنها بدت مشتتة بين ما يحدث في مأرب وبين الحصار الشعبي الذي تجابهه في شبوة.
يرى مراقبون أن انتصارات الجنوب التي تحققت في السابق ضد المليشيات الحوثية وكذلك الشرعية الإخوانية قابلة لأن تتحقق مرة أخرى في شبوة تحديدا وأنها حملت نفس المقدمات التي قامت بالأساس على التوحد الشعبي الذي أسس لمقاومة شعبية أنهت احتلال العاصمة عدن في العام 2015 قبل أن ينجح أبناء القوات المسلحة الجنوبية من طرد المجاميع الإرهابية التابعة للشرعية الإخوانية في العام 2019.
ليس لدى الشرعية أو المليشيات الحوثية الإرهابية ظهير شعبي في شبوة من الممكن أن يشكل حائط صد أمام الطوفان الشعبي الرافض لهما، وهو ما يشكل نقطة قوة في صالح الجنوب وقضيته العادلة، التي سوف تنتصر طالما أن هناك توحد شعبي على هدف واحد يتمثل في استعادة دولة الجنوب.
حذر مغردون جنوبيون الشرعية الإخوانية من تجاهل مطالب المواطنين في لقاء الوطأة بمديرية نصاب، عبر هاشتاج مهلة شبوة للإخوان اقتربت، مؤكدين أن هناك إجماع شعبي في المحافظة على طرد السلطة الإخوانية ومحاكمتها على تسليمها بيحان.
واستنكروا استخفاف الشرعية الإخوانية بالإرادة الشعبية الجارفة في شبوة، وعدم تراجعها عن تحالفها مع مليشيا الحوثي الإرهابية لإعادة احتلال محافظات الجنوب، موضحين أن التكاتف الشعبي كفيل بطرد الحليفين الخبيثين وإعلان لحظة الحساب.
ودعوا إلى فتح تحقيق عاجل في خيانة المحافظ الإخواني بن عديو وتسليمه مديريات بيحان طوعًا، واستهدافه قوات النخبة الشبوانية، وجرائمه المالية، والحيلولة دون نجاحه في أخونة المؤسسات بالمحافظة.
ولفتوا إلى نجاحات القوات المسلحة الجنوبية في الدفاع عن حدود الجنوب بمختلف الجبهات أمام المليشيا المدعومة من إيران، بينما تواصل الشرعية الإخوانية تسليم جبهاتها إلى الحوثيين الإرهابيين وتستدعيهم إلى الجنوب.
احتشد أبناء الجالية الجنوبية أمس السبت، في محيط البرلمان الهولندي بمدينة لاهاي، تضامنًا مع ضحايا الاحتلال اليمني، في الجنوب، وردد المتظاهرون خلال الوقفة الجماهيرية، هتافات داعمة للحراك الشعبي في شبوة ضد مخططات التنظيم الإخواني المعادية للجنوبيين، ومنددة باستهداف قضية شعب الجنوب وحقه التاريخي في استرداد دولته كاملة السيادة.
وطالبوا دول الاتحاد الأوروبي بالتدخل لإنهاء الحرب وإحلال السلام الشامل والعادل، وضمان اشتراك الأطراف الفاعلة على الأرض على طاولة الحوار برعاية أممية، ورفعوا لافتات تدعو لاحترام حق الشعب في الجنوب في تقرير مصيره واستعادة وطنه وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدود مايو 1990.