هزائم الحوثي في الساحل الغربي.. هل تكتب نهاية الحرب؟
أطلقت ألوية العمالقة الجنوبية والقوات المشتركة، الجمعة الماضية، عملية عسكرية واسعة تكللت حتى الأن بتحرير مناطق إستراتيجية من الساحل الغربي تجاوزت حيس إلى الحدود الإدارية لمحافظتي تعز وإب، وكذلك حدود حيس مع مديريتي جبل رأس والجراحي التابعة لمحافظة الحديدة، وهو ما يشير إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد مزيدا من الهزائم التي تشكل ضربة قاسمة للعناصر المدعومة من إيران.
ويطرح العديد من الخبراء والمواطنين سؤالا مهمًا مفاده هل تقود العمليات الناجحة في الساحل الغربي للضغط على المليشيات الحوثية وتُرغمها على وقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات؟ أم أن العناصر المدعومة من إيران قد تستمر في الحرب التي تشنها بإيعاز من إيران التي ترى أن الوقت قد لا يكون في صالحها بتلك الفترة التي تدخل فيها مفاوضات صعبة في ملفها النووي؟
تتعرض المليشيات الحوثية في تلك الأثناء إلى جملة من الانتكاسات على مستويات مختلفة، إذ أن خططها التي سعت من خلالها للسيطرة الكاملة على محافظة مأرب لم تكلل بالنجاح بعد في ظل الضربات الدقيقة التي يوجهها التحالف العربي بشكل يومي لمليشياتها وهو ما يسفر عنه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وكذلك فإن جبهة الساحل الغربي التي كانت تشكل شريان الحياة بالنسبة لها بفعل سيطرتها على ميناء الحديدة الذي يشكل المعبر الرئيس للسلاح والأموال التي تصل إليها من إيران قد تفقدها في حال استمرت ألوية العمالقة الجنوبية والقوات المشتركة في تحقيق الانتصارات واحدة تلو الأخرى، تحديدا وأن النجاحات الأخيرة سعت لقطع خطوط الإمداد بين الحديدة ومحافظة تعز التي تتعايش فيها المليشيات مع الشرعية الإخوانية.
لم تحقق المليشيات الحوثية ما كانت تسعى إليه وراء تحالفها مع الشرعية الإخوانية وكانت تعتقد بأن الطريق سيكون ممهدا للتوغل في المحافظات الجنوبية وبعثرة أوراق الحل السياسي وخلق أمر واقع جديد يجعلها طرفًا منتصرا في الحرب التي شنتها قبل سبع سنوات، غير أن أحلامها تحولت إلى كوابيس على الأرض بفعل الصمود الشعبي للجنوب في محافظة شبوة، إلى جانب صمود القوات المسلحة الجنوبية على جبهات الضالع ولحج وأبين التي شهدت محاولات اختراق عديدة.
يرى مراقبون أن الوقت مازال مبكرا للحكم على مدى إمكانية إرغام المليشيات الحوثية على وقف الحرب من عدمه في هذا التوقيت وهناك حاجة لمزيد من الضغط العسكري على الأرض، وأن الأمر سيتوقف على مدى الإرادة السياسية لدى القوى العظمى لوقف إطلاق النار وبدء عملية مفاوضات شاملة في هذا التوقيت من عدمه.
قال المبعوث الأممي، هانز جروندبرج، إن لقائه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، تطرق إلى تطورات النزاع الجارية في اليمن، وأشار إلى أن المباحثات تناولت دور دول المنطقة في دعم جهود الأمم المتحدة الرامية للوصول إلى حل سياسي مستدام للنزاع.
ومن جانبه رفض وزير الخارجية المصري سامح شكري، استغلال مليشيا الحوثي الإرهابية للأراضي اليمنية كمنصة لتهديد أمن السعودية، وحذر أثناء لقائه المبعوث الأممي لليمن، هانز جروندبرج، من تداعيات استهداف المليشيا المدعومة من إيران لأمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر.
وكانت مقاتلات التحالف العربي، قد استهدفت اليوم الاثنين، خمس عمليات ضد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في الساحل الغربي، وكشف التحالف أن الضربات شملت آليات عسكرية وموقع لتخزين الصواريخ البالستية، وتساند مقاتلات التحالف العربي القوات المشتركة في الساحل الغربي بالمناطق غير الخاضعة لاتفاق ستوكهولم.