الشرعية تغرق شبوة في بحور الفوضى الصحية والأمنية

الأربعاء 24 نوفمبر 2021 14:34:38
الشرعية تغرق شبوة في بحور الفوضى الصحية والأمنية

تغرق محافظة شبوة بين براثن فوضى أمنية وخدمية، بما يعكس أن المحافظة الغنية بالنفط أصبحت مسرحًا لتؤزم الوضع المعيشي بشكل كامل.

وأجادت السلطة الإخوانية في شبوة على مدار الفترات الماضية، العمل على صناعة أزمات معيشية مدقعة في محاولة لإجهاض أي معالم للاستقرار قد تحياه شبوة، ومن ثم إكمال الأجندة العدائية التي يتم تنفيذها هناك.

وعلى الرغم من أن محافظة شبوة تزخر بثروة نفطية إلا أنّها هذه القدرات لم تُوظّف لصالح تحسين الوضع المعيشي للموطنين بقدر ما طالتها جرائم النهب والسطو الإخوانية، وهو ما استغلته الشرعية ذريعة لتأزيم الوضع المعيشي هناك.

وعكست الممارسات الإخوانية العدائية في محافظة شبوة، مدى إصرار الشرعية على تأزيم الوضع المعيشي هناك، وتحديدًا على الصعيدين الطبي والأمني.

فعلى الصعيد الطبي، أتلفت مليشيا الشرعية الإخوانية، جهازًا طبيًا نادرًا مخصصًا لمستشفى في مديرية عتق.

واتهم الدكتور علوي العنبري مدير مستشفى الشفاء الطبي، المليشيات الإخوانية بتعمُّد إتلاف الجهاز المقدر قيمته بـ 48 ألف دولار، خلال تفتيش الشحنة في نقطة العكف، مشيرا إلى تفتيشها عدة مرات دون تعرضها لأذى منذ وصولها بحرًا.

وكشف مدير المستشفى، عن إرفاق الأوراق الثبوتية اللازمة مع الجهاز الطبي، وتصاريح الإفراج الجمركي من الموانئ البحرية، مؤكدا تحطيم الجهاز بشكل فادح.

الجريمة الإخوانية أثارت غضبًا عارمًا من السلطة التي تملك باعًا طويلًا في العمل على إنهاك شبوة صحيًّا، بما يقضي على فرص حصول المواطنين هناك على أي رعاية صحية.

انهيار الأوضاع الصحية في شبوة يندرج في إطار حرب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية ضد الجنوب بشكل مسعور، وقد أخذت هذه الحرب أبعادًا تصعيدية غير مسبوقة في الفترة الأخيرة.

يُستدل على ذلك بغياب تقديم الخدمات الطبية في المستشفيات إلى جانب خروج أغبلها عن الخدمة بداعي نقص احتياجاتها من الوقود، إلى جانب اعتداءات متواصلة على الكوادر الطبية.

ولطالما دقّ المجلس الانتقالي من خطورة تفاقم الأزمات المعيشية في الجنوب بما يقود إلى انفجار شعبي لن تُحمد عقباه، لا سيّما أنّ الحرب التي يتعرض لها الجنوب في هذا الصدد تحمل أبعادًا طائفية خطيرة.

وإذا كانت الأوضاع الصحية تشهد هذا الانهيار، فإنّ الجانب الأمني يشهد حالة من التردي من جرّاء الممارسات التي تنفذها المليشيات الإخوانية الإرهابية التي تؤدي إلى تفاقم الأعباء على المواطنين.

في إطار هذه الفوضى الغاشمة، انتشرت بشكل ملحوظ سيارات نقل خفيف محملة بمسلحين مجهولين في شوارع مدينة عتق بمحافظة شبوة، في ظاهرة مريبة عكست مدى الانفلات الأمني.

وتفاقمنت ظاهرة حمل السلاح، والسيارات المحملة بسلاح متوسط وخفيف في شوارع المدينة، فيما يستفز سائقوها المواطنين بالقيادة بسرعات جنونية ومخالفة لقواعد السير.

محاصرة مواطني شبوة بهذه الأزمات جزءٌ من حرب الخدمات المتفاقمة ضد الجنوب والتي أشعلتها الشرعية الإخوانية لإغراق الجنوب بالأزمات الفادحة.

وكثيرًا ما خرج مواطنون جنوبيون في تظاهرات غاضبة لمواجهة حرب الخدمات المستعرة، في محاولة للضغط على الشرعية الإخوانية للتوقف عن هذه الحرب.

في حين يسعى المجلس الانتقالي جاهدًا لإحداث تحسين في الوضع المعيشي في الجنوب، فيما يدعو في كثيرٍ من المناسبات للعمل على التصدي للفساد المتوغل في نظام الشرعية باعتباره المسؤول الأول عن إغراق الجنوب بالأزمات.

وفيما تأزمت الأوضاع المعيشية فإنّ المجلس الانتقالي لا يبدو أنه سيظل مكتوف الأيدي عن مواجهة هذه الأعباء، وذلك بعدما أفسح المجال على مدار الفترات الماضية لإحداث حلحلة تساهم في تحسين الوضع المعيشي أمام المواطنين.

وعلى الرغم من تؤزم الوضع المعيشي، تحاول الشرعية إبعاد المسؤولية عن نفسها متحدثة عن جملة من المبررات الواهية التي تثير سخرية أكثر من أن تقود للدخول في مناقشات جادة بشأنها.

وتقوم حرب الخدمات في الجنوب منذ سنوات، أي منذ التخلص من السرطان الحوثي، بما يدحض أي مبررات إخوانية تضع من أي حراك عسكري بأنه مسؤول عن تفاقم وتردي الأوضاع بشكل كبير.

يُستدل على ذلك بأن الشرعية حصلت على كم هائل من الدعم لكنّها صادرت ونهبت هذه المساعدات وكونت من ورائها ثروات ضخمة بما أدّى إلى تأزيم الوضع المعيشي.