محاكمة معتقلي السفارة.. الحوثي يضع نفسه بين خيارين أحلاهما مر

الخميس 25 نوفمبر 2021 14:22:37
محاكمة معتقلي السفارة.. الحوثي يضع نفسه بين خيارين أحلاهما مر

تلعب المليشيات الحوثية بالنار وهي تصر على مواصلة الانتهاك والاعتداء ضد بعض من موظفي السفارة الأمريكية، بما يعني أنّها تضع نفسها في بوتقة الغضب الدولي ومن ثم يمكن تكثيف الضغوط عليها من خلال آليات فرض العقوبات.

وتجاهلًا للدعوات التي طالبتها بالإفراج عن موظفي السفارة الأمريكية في صنعاء، تمضي المليشيات الحوثية نحو محاكمة هؤلاء المعتقلين بتهمة التجسس بما يعني أنهم قد يواجهون على الأرجح حكم الإعدام.

وهناك الكثير من المعتقلين الذين زجّت بهم المليشيات الحوثية في السجون وتنسب إليهم اتهامات بالتجسس، وتنتهي محاكماتهم الجائرة بإصدار أحكام إعدام ضدهم في دهس كامل لمنظومة العدالة ومبادئ الإنسانية.

المليشيات الحوثية أبقت على خمسة معتقلين من الموظفين المحليين العاملين في السفارة الأمريكية بصنعاء، بعد أن أفرجت عن 30 موظفًا وحارسًا بوساطة عمانية.

وتعتزم المليشيات الحوثية إحالة الموظفين المحليين المعتقلين إلى المحاكمة بتهمة التجسس في الفترة المقبلة.

إقدام المليشيات الحوثية على الإفراج عن عدد من هؤلاء المعتقلين والإبقاء على خمسة منهم، ربما يُمثّل محاولة من المليشيات لحفظ ماء وجهها أمام أنصارها، حتى لا تظهر أمامهم بأنّها ضعيفة أمام الضغوط الدولية.

لكن في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات وهي تمهد الطريق لمحاكمة هؤلاء الخمسة فهي تضع نفسه في بؤرة من الغضب الدولي باعتبار أنّها تتجاهل المطالبات المتصاعدة الموجهة لهم للإفراج عن هؤلاء المعتقلين.

وتتعامل الولايات المتحدة مع الجريمة الحوثية بأنّها "أعمال فظيعة وغير مقبولة"، وهذا الوصف من منظور دبلوماسي يعني أنّ واشنطن لم تغض الطرف عن الممارسات التي ترتكبها المليشيات المدعومة من إيران، باعتبار أنّ الجريمة الأخيرة هي اعتداء على دبلوماسية أقوى دولة على مستوى العالم.

وكانت الرسالة الأمريكية واضحة عندما أكّدت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، أنّها ملتزمة بسلامة موظفيها، وهو ما يصطدم بالتوجُّه الحوثي نحو محاكمة عدد من موظفي السفارة.

السياسة الأمريكية التي تتبع مسارًا حازمًا في إطار التعامل مع المليشيات الحوثية، تعني أنّ الفترة المقبلة ستكون شديدة الصعوبة على المليشيات المدعومة من إيران، التي ستجد نفسها بين خيارين أحلاهما مر.

الخيار الأول أن تصر المليشيات الحوثية على محاكمة المعتقلين الخمسة، ومن ثم تُعرِّض نفسها لخطر الغضب الأمريكي الذي قد يتجسّد في سلسلة من العقوبات التي قد تقسم ظهر المليشيات الإرهابية.

تزداد حدة هذه التهديدات إذا اتجهت الأمور كما هو متوقع، فيما يخص أنّ محاكمة المعتقلين بتهمة التجسس قد تنتهي إلى إصدار أحكام بإعدامهم، كما حدث في الكثير من المحاكمات الجائرة على مدار الفترات الماضية.

الخيار الثاني أن تتراجع المليشيات الحوثية عن اعتقال ومحاكمة المعتقلين وتفرج عنهم تحت وطأة الضغوط، وبالتالي تجد نفسها في موقف شديد الحرج أمام الموالين لها، لا سيّما أن هناك قناعة سيتم ترسيخها حول ضعف هذا الفصيل.

ويرى محللون أنّه إذا تملَّكت هذه القناعة لدى عناصر المليشيات فإنّ عبد الملك الحوثي سيرى معسكره يتفتت بشكل كبير، بما يقود إلى انهياره بشكل كامل.