الشرعية تستعين بقطر لوأد تطلعات الجنوب
رأي المشهد العربي
عبر القرار المشبوه الذي اتخذه الرئيس اليمني المؤقت المدعو عبدربه منصور هادي بتعيين الإخواني المدعو راجح بادي، القيادي بحزب الإصلاح الإرهابي سفيرا لدى نظام الحمدين في قطر، عن توجه نحو تعزيز التحالف مع قطر نكاية في التحالف العربي، بعد انكشاف خيانة الشرعية الإخوانية وتواطؤها مع الحوثيين الإرهابيين.
وجاء قرار هادي في الوقت الذي حققت فيه ألوية العمالقة الجنوبية وبدعم جوي من التحالف العربي انتصارات مهمة في جبهة الساحل الغربي، ما بعث إشارات عديدة للشرعية مفادها أن لا مستقبل لها في ظل رعايتها للإرهاب الإخواني وتقوية شوكة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
ويمكن وصف قرار الرئيس اليمني المؤقت بأنه انتحار سياسي، إذ أنه اضطر لفضح علاقته المشبوهة مع قطر وأضحت خيانته ظاهرة أكثر من أي وقت مضي، وبرهن القرار على أن الشرعية كانت أحد الأذرع التي وظفتها الدوحة لعرقلة جهود التحالف العربي لإنهاء الحرب الحوثية.
ويصُعب الفصل بين القرار المشبوه للرئيس اليمني المؤقت والتأهب الواضح للشرعية الإخوانية لتصعيد عسكري ضد الجنوب من خلال حشد مليشياتها العسكرية من مأرب وتعز إلى شبوة، تمهيدًا لانفصال كلي عن منهج التحالف العربي المناهض للمليشيا المدعومة من إيران، للقفز إلى صف الحوثيين الإرهابين وإدارة العدوان ضد الجنوب من الدوحة، عبر وسيط إخواني يمثله المدعو بادي.
في السياق نفسه، تدرك الدوحة أن مشروعها في اليمن اقترب من الفشل بفعل النجاحات العسكرية الأخيرة في الساحل الغربي والضربات المتلاحقة للمليشيات الحوثية الإرهابية في ظل جهود دولية تأخذ هذه المرة قدر من الجدية في الوصول إلى اتفاق شامل سيكون بالطبع في غير صالحها.
وأخيرا، يمكن القول بأن هناك حبل سري يربط بين قرار هادي المشبوه واعتراف المجتمع الدولي بأحقية المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزُبيدي في تمثيل الجنوب في مفاوضات الحل الشامل، إذ أن محور الشر الداعم للشرعية حاول مرارا وتكرارا إبعاد القضية الجنوبية عن أنظار المجتمع الدولي، إلا أن الدبلوماسية الرشيدة لممثل شعب الجنوب قضت على آمال الشرعية.