حشود 30 نوفمبر.. شبوة والنموذج الفريد
رأي المشهد العربي
تتأهب محافظة شبوة، لفعاليات حاشدة يوم الثلاثاء المقبل، متى تحل ذكرى استقلال الجنوب عن الاستعمار، في وقت تعيش فيه المحافظة الغنية بالنفط تحت وطأة احتلال آخر.
وفيما من المنتظر أن تخرج فعاليات 30 نوفمبر في كل محافظات الجنوب إحياءً لهذه الذكرى الوطنية العطرة، فإنّ الحراك الشعبي في محافظة شبوة سيكون مغايرًا بشكل كبير، بالنظر إلى الأوضاع المؤسفة التي تعيشها المحافظة منذ فترة طويلة.
شبوة تتعرض لاحتلالين متزامنين، أحدهما من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية والآخر المليشيات الحوثية التي تسلمت عدة مديريات في شبوة من الشرعية ضمن تنسيقهما وعدائهما ضد الجنوب.
الأوضاع الخانقة التي تعيشها محافظة شبوة منذ فترات طويلة تمنح زخمًا كبيرًا لفعاليات 30 نوفمبر، وسيكون هذا الحراك هو المحطة الأقوى في سبيل مواجهة الإرهاب الحوثي الإخواني المتفاقم في شبوة.
فعاليات شبوة لن تكون مجرد إحياء لذكرى الاستقلال وحسب، لكن ستحمل مطالب كاملة ليس أقلها إزاحة النفوذ الإخواني وإقالة المحافظ المدعو محمد صالح بن عديو من منصبه على الفور.
تمسّك الجنوبيين في شبوة بإقالة المحافظ الإخواني يعود إلى أنّ الأخير سبب رئيسي ومباشر في تأزم الوضع المعيشي من جانب، فضلًا عن تخادمه مع المليشيات الحوثية الإرهابية عبر تسليمها الجبهات.
وفيما من المتوقع أن تشهر السلطة الإخوانية أسلحة القمع والترهيب للحيلولة دون المشاركة في هذه الفعاليات، حتى لا يصل صوت الجنوبيين، لكن يبدو أن هذه الحِيَل الإخوانية قد عفا عليها الزمن.
فالشعب الجنوبي برهن في عديد المناسبات أنه لا يهاب الإجرام اليمني، ومن ثم فإنّ حشود 30 نوفمبر ستزلزل الأرض وتزعزع قبضة الاحتلال، على نحوٍ يحمي شبوة من هذا الورم السرطاني الخبيث.
هذه القوة الشعبية الجنوبية يُنتظر أن تُترجم سياسيًّا بما ينعكس على واقع القضية ومطلبها الرئيسي المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، مع التشديد على أن جزءًا رئيسيًا من مسار تحقيق هذه الغاية هو تطهير الجنوب من قوى الاحتلال اليمنية.