الشرعية تنقذ الحوثي من مأزق مأرب

الأحد 28 نوفمبر 2021 20:44:00
الشرعية تنقذ الحوثي من مأزق مأرب

برهن الظهور اللافت لمستشار محافظ مأرب المدعو عبدالله نكير عبر وسائل الإعلام الحوثية، وما أعقبه من ترحيب حار من جانب قيادات المليشيات الحوثية بالقيادي الإخواني على أن الشرعية لن يكون لديها مانع في التحرك عبر مسارات مختلفة لإنقاذ المليشيات الإيرانية من المأزق الذي تتعرض له في مأرب بفعل الضربات الدقيقة والمؤثرة للتحالف العربي.

أقدمت الشرعية على اتخاذ عدة قرارات أكدت تحركها لدعم المليشيات الحوثية، إذ أنها قامت قبل أيام بتفريغ جديد للجبهات في مأرب بعد أن دفعت مليشياتها الإرهابية إلى محافظة شبوة وهو ما كشف عنه العقيد على الخضر محمد رئيس عمليات اللواء 30 مشاة التابع لمحور عتق، الذي قال في مقطع مصور، أنَّ الشرعية الإخوانية وزَّعت تعزيزات عسكرية تقدر بـ25 طقمًا في مناطق متفرقة بالمحافظة جاءوا من مأرب وتعز.

وكذلك فإن الشرعية ذهبت باتجاه تهدئة جبهات مأرب في الوقت الذي يكثف فيه التحالف العربي ضرباته على المليشيات في مناطق متفرقة تنوعت ما بين صنعاء والساحل الغربي ونهاية بمأرب، ولم تحرك عناصرها في أي جبهة شمالية أخرى استغلالا لحالة الارتباك التي تعانيها العناصر المدعومة من إيران.

وتواجه المليشيات الحوثية عدة أزمات في الوقت الحالي وذلك بعد أن أدركت بأن أهدافها ومواقعها التي تقول أنها حصينة في معقلها الرئيسي بصنعاء أضحت مكشوفة لقوات التحالف العربي، كما أنها تعرضت لهزائم عديدة على يد القوات المشتركة وألوية العمالقة الجنوبية في الساحل الغربي، ولم تؤدي عمليات التصعيد التي شنتها في جبهة الضالع إلى أي تقدم يذكر، تزامنًا مع توالي الضغوطات الدولية عليها والتي قادت لتوقيع عقوبات على قيادات عسكرية نافذة تابعة لها.

يرى مراقبون أن ما تقوم به الشرعية في الوقت الحالي سبق وأن كررته في مرات عديدة سابقة بهدف إنقاذ المليشيات الحوثية، فقبل عام تقريبًا أعلنت كتيبة عسكرية تابعة لها الانضمام للمليشيات الحوثية، كما أنها أقدمت على تصعيد جرائمها الإرهابية ضد الجنوب في الوقت الذي كان يحاول فيه التحالف العربي لملة صفوف القوى المعادية للمليشيات الحوثية من أجل مواجهتها، وقدمت هدية ثمينة للمليشيات بإفشال اتفاق الرياض وبعثرة أوراقه.

بالعودة إلى تصريحات الإخواني نكير القيادي التنظيمي بحزب الإصلاح الإرهابي والذي أعلن انضمامه أخيرا للمليشيات الحوثية على مدار 6 سنوات، فإنها تحمل الأبجديات ذاتها المستخدمة في القاموس السياسي لقيادات الشرعية الإخوانية، غير أن الواقع أن نكير لم يتشبه بالشرعية، بقدر ما يمكننا القول أنه يمثلها ويعبر عن حالها، فهي في أبسط الأحوال مخترقة يقودها متحوثين، وتعبر عن مصالحهم، أو خائنة ترفع شعارات تخفي خلفها أهدافها الحقيقية.

ويذهب متابعون إلى أن انهيار صفوف جيش الشرعية، وتراجعه عن مساحات هائلة، ثم استنزافه شهورا في ترويج أنباء الانتصارات والتقدم، ليعلن بعدها سيطرته على مفرق طريق، ليعود ويتراجع من جديد، وتدور الدائرة على هذا الحال، ما هو إلا مشهد دنئ من إخراج أمثال الإخواني نكير في الشرعية، وهو المشهد الذي استغرق سنوات دون تغيير في تفاصيله.

ولن تتوقف جعبة الشرعية عن تفريخ العشرات على غرار نكير، طالما أنها تتحكم بأرواح الملايين دون حساب، وتملك حق التلاعب بقوت البسطاء ومقاديرهم، دون مساءلة، حتى تهب الحوثيين الإرهابيين شرعيتها.