بوصلة الحوثي نحو الفساد والسرقة.. هل تعاني المليشيات أزمة مالية؟
برهنت الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الإرهابية خلال الأيام الماضية على أن هناك تغير في طبيعة تسليط الضوء على نوعية مجددة من الانتهاكات ترتبط بالسعي لجلب الأموال في أسرع فترة ممكنة، وهو ما ظهر من خلال تورط المليشيات في صفقة فساد بلغت قيمتها مليون ونصف المليون دولار، إلى جانب توسعها في عمليات السطو على ممتلكات رجال الأعمال والسيطرة عليها.
وتورطت العناصر المدعومة من إيران في صفقة بيع سفينة حكومية راسية في ميناء الحديدة، وبحسب مصادر لموقع "المشهد العربي" فإن القياديين الحوثيين المدعوين محمد إسحاق المعين من المليشيا رئيسا لمؤسسة موانئ البحر الأحمر ونائبه المدعو يحيى شرف الدين تورطا بصفقة بيع السفينة الحكومية فورس ون بمبلغ مليون وستمائة ألف دولار.
وبعدها بساعات قليلة اعتقلت مليشيا الحوثي الإرهابية رجل الأعمال أمين أحمد قاسم، اليوم الاثنين، وأودعته أحد سجونها وأصدرت قرارا بمصادرة أمواله وممتلكاته، تواصلا لعمليات قمع وترهيب ونهب أصحاب رؤوس الأموال.
وبحسب مصادر مطلعة فإن المليشيا الإجرامية تبرر اعتقال رجل الأعمال ومصادرة ممتلكاته بقضية تعثر وإفلاس بنك اليمن والخليج التي تعود إلى العام 2005م، وذلك بعد أن قامت النيابة التابعة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ نحو شهرين بإصدار قرارات بالحجز على أموال وأصول البنك الإسلامي اليمني وبنك اليمن والخليج.
يرى مراقبون أن الجرائم الحوثية تشي بأنها تعاني من أزمة مالية وتحاول التغلب عليها من خلال تلك الجرائم، تحديدا وأن طهران التي تشكل مصدر الدعم الأول لها تعاني أزمات اقتصادية متفاقمة كانت نتيجتها اندلاع مظاهرات عديدة في مناطق متفرقة خلال الأشهر الماضية تطالب نظامها الإرهابي بتعديل سياساته الاقتصادية.
يذهب البعض للتأكيد على أن توقيع عقوبات اقتصادية طالت القيادي الحوثي الإرهابي يوسف المداني الذي يشكل حلقة الوصل بين الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الحوثية وحزب الله الإرهابي يدفع بالاتجاه هو صدور قرارات للعناصر المدعومة من إيران بضرورة التقشف والبحث عن مصادر أخرى للمال حال تعثرت عمليات نقل الأموال التي تجري بمعرفة القيادات العسكرية والذي يعد المداني أحدهم.
يمكن القول بأن المليشيات الحوثية تعاني حالة من الارتباك جراء الهزائم والضربات التي تعرضت لها خلال الأيام الماضية وهو ما يدفعها لارتكاب جرائم تحمل صبغة اقتصادية أو ترتبط بجني مباشر للأموال في ظل مخاوفها من أن تنقطع وسائل الإمداد والتموين التي تأتي إليها في أي لحظة، تحديدا وأن غالبية الأموال والأسلحة تهربها إيران إليها عبر ميناء الحديدة بالقرب من المناطق التي تشهد اشتباكات متصاعدة مع القوات المشتركة.
أعلنت القوات المشتركة اليوم الاثنين، إسقاط طائرة مسيّرة مفخخة لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران، شرق مدينة حيس بالحديدة، حيث رصدت وحدات القوات المشتركة طائرة مسيرة للمليشيا الإرهابية محملة بقذائف في سماء حيس، واستهدفتها ونجحت في إسقاطها.
وتزايدت على مدار الأشهر الماضية البلاغات الواردة من رجال الأعمال والمستثمرين بتعرض محلاتهم التجارية للسطو المسلح والسرقة من قبل عصابات حوثية في مناطق سيطرة المليشيات تحديدا في صنعاء وإب والحديدة، مطالبين الغرفة بالتدخل لتوفير بيئة آمنة وحماية مصالحهم.