زيارة محسن الأحمر إلى قطر تفجر قنبلة غضب وسخرية من الشرعية

الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 13:17:00
 زيارة محسن الأحمر إلى قطر تفجر قنبلة غضب وسخرية من الشرعية

دلالات مهمة ولافتة حملتها زيارة الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر إلى العاصمة القطرية الدوحة، في وقت تشهد فيه الأوضاع الميدانية سخونة عسكرية متسارعة وربما تكون غير مسبوقة.

على الصعيد الرسمي، قال إعلام الشرعية الإخوانية إنّ الزيارة تهدف إلى تسليم رسالة من المؤقت عبد ربه منصور هادي، إلى أمير قطر تميم بن حمد، وكذا حضور افتتاح بطولة كأس العرب التي تنطلق الثلاثاء.

ينظر إلى هذه الزيارة من أكثر من زاوية، فمن جانب فهي تأتي في وقت تشهد فيه الأوضاع الميدانية تطورات ملتهبة، وسط مواقف عبثية تنتهجها الشرعية الإخوانية التي لا تولي أي اهتمام لمسار الحرب على المليشيات الحوثية.

فالمليشيات الحوثية تكثف من وتيرة عملياتها للسيطرة على كامل محافظة مأرب، كما أن نطاق سيطرتها واحتلالها يتزايد في محافظة شبوة من جرّاء الانسحابات الإخوانية المتواصلة، وهو ما فرض وضعًا عسكريًّا من خصوم الحوثيين (ليس من بينهم الشرعية) لتضييق الخناق على المليشيات.

وفيما نُظر إلى قطر باعتبارها لعبت دورًا وسيطًا بين الحوثيين والشرعية لفترات طويلة، فإنّ زيارة محسن الأحمر إلى الدوحة ربما تشهد الدفع نحو تنسيق متعاظم بين هذين الفصيلين الإرهابيين في المرحلة المقبلة.

ولعلّ التطورات الميدانية في مناطق الساحل الغربي التي مثّلت جبهات خانقة على الحوثيين بعد التكتيك الاستراتيجي الأخير الذي تم اتباعه على الأرض، قد دفعت الشرعية لمحاولة عمل أي شيء من أجل تخفيف الضغط على المليشيات المدعومة من إيران.

إزاء ذلك، فمن غير المستبعد أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من الانسحابات من قِبل الشرعية الإخوانية، كما هي عادة هذا الفصيل الذي استغلّ الحرب للحصول على دعم وتمويلات من المجتمع الدولي بذريعة الحرب وأعبائها.

في الوقت نفسه، فإنّ الغرض الثاني من الزيارة فتح نيران الانتقادات على محسن الأحمر ومن ورائه الشرعية الإخوانية بشكل كامل، فتوجهه لحضور افتتاح بطولة كأس العرب أثار سخرية من عجوز الشرعية الذي أثقل كاهلها.

فبدلًا من توجهه لحضور حفل افتتاح البطولة، كان من الأحرى أن يلتزم الرجل بمسؤوليته سواء فيما يخص مواجهة التطورات العسكرية القائمة على الأرض، وكذا الانشغال بالعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين،

تكشف هذه الممارسات من الشرعية الإخوانية أنّها لا تكترث بمسار الحرب ولا تولي اهتمامًا بمواجهة الأزمات المعيشية المروعة الناجمة عن الحرب، بل تعمل على تغذيتها على نحو متفاقم.

يثير كل ذلك غضبًا حادًا من الشرعية الإخوانية التي بات يُنظر إليها بأنَّها جزء رئيس من الأزمة القائمة، بما يفرض ضرورة التدخّل العاجل لإزاحة النفوذ الإخواني بشكل كامل كخطوة أولى ورئيسية في رحلة ضبط المسار.