عقول الشرعية الخاوية تقود لفاجعة اقتصادية بالجنوب
استمر تدهور العملة المحلية أمام الدولار دون أن يكون هناك أي حلول قادرة على وقف هذا النزيف، واكتفى البنك المركزي الخاضع للشرعية الإخوانية بلعب أدوار شركات الصرافة بعد أن أقدم على إجراء مزادات لبيع الدولار في محاولة لتوفيره بالأسواق، في الوقت الذي أرجع فيه الأزمة القائمة إلى المضاربين في الدولار وأصحاب شركات الصرافة مبرئا نفسه من أي أخطاء فادحة أخرى قادت إلى الوضع الراهن.
جرى تداول سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد اليوم عند (1700) ريال ، فيما تجاوز سعر صرف الريال السعودي الواحد عتبة الــ 450 ريالا يمنيا، في أكبر تدهور تشهده العملة المحلية منذ اندلاع الحرب الحوثية قبل سبعة أعوام، وهو ما يؤشر على مزيد من الأزمات المعيشية الطاحنة التي قد تقود إلى ثورة جياع تقضي على الأخضر واليابس.
تظل هناك رؤية قاصرة لقيادات الشرعية الاقتصادية هي من تقود إلى توالي الأزمات الراهنة، إذ أن الاعتماد على أساليب آنية للتعامل مع تراجع العملة دون أن يكون هناك خطط اقتصادية متكاملة تنعكس إيجابا على أسعارها في السوق، ورغم توالي تعيين قيادات عديدة على رأس الجهاز المصرفي إلا أن الجميع اتفق على شيء واحد فقط، وهو الاعتماد على المنح الخارجية والودائع المليارية التي قدمها التحالف العربي، كأداة كان من المفترض أن يبني عليها البنك المركزي خططه الاقتصادية دون أن يتورط في إضاعتها دون الاستفادة منها.
خلال أزمة العملة الأخيرة التي أخذت في التصاعد قبل ثلاثة أشهر تقريبًا لم يتحرك البنك المركزي سوى من خلال المزادات التي ينظمها بشكل أسبوعي للتعامل مع المشكلة، واستخدم وسائل أمنية بدلا من الاتجاه إلى الخطط والرؤى الاقتصادية عبر إقدامه على غلق شركات الصرافة التي قال إنها مخالفة، وقام هو بنفس أدوارها عبر بيع الدولار في مزادات تفاقم عملية التلاعب بالعملة ولا تحلها.
بحسب قيادات البنك المركزي فإن أسباب الأزمة الراهنة يعود إلى الظروف الاقتصادية والسياسية وعمليات المضاربة وشح السيولة النقدية، في حين أن ما ذكره يعد إدانة للسياسة المصرفية الخاصة بالشرعية الإخوانية، باعتبارها مسؤولة بشكل مباشر إلى ما آلت إليه الأوضاع، كما أنه يؤكد على أنه لا يوجد لدى الشرعية الإخوانية عقلية اقتصادية تستطيع توصيف طبيعة المشكلات الراهنة ووضع حلول شاملة وليست جزئية للتعامل معها.
اعتبر الناشط السياسي واثق الحسني، أن "التعزيز المالي دون التغيير الإداري للبنك المركزي، مصيره الفشل حتى وإن وجدت لجان رقابية لإدارة البنك الحالية التي تملك خبرة في الاحتيال التي ربما تكون بطرق شبه قانونية"، مضيفا في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "دائما في بلدي يمر الفاسد دون عقاب".
في مؤشر على استمرار التلاعب بأسعار العملة الصعبة، أعلن البنك المركزي التابع للشرعية الإخوانية، اعتزامه إجراء مزاد لبيع 15 مليون دولار غد الثلاثاء، ويشارك في المزاد - وفقا لشروط البنك المركزي - عدد محدود من البنوك.
وحافظت أسواق الصرافة على وتيرة صعودية حادة قبل إجراء المزاد بيوم، ويقر البنك المزاد على سعر السوق السوداء في انحياز إلى مافيا العملة الصعبة.