الحرب العقابية القاسية.. الجنوب على أعتاب ثورة الغضب
تقود التطورات التي يشهدها الجنوب معيشيًّا وأمنيًّا، نحو حدوث ثورة شعبية، تشعل فتيلها حرب الخدمات القاسية التي يتعرّض لها الجنوب منذ فترة طويلة.
محافظات الجنوب دون استثناء تعيش حالة من التردي المعيشي المرعب، والذي تمثّل في ارتفاع لأسعار السلع بشكل مهول إلى جانب نقص الكميات المعروضة منها، مع وقف صرف المرتبات في محاولة لإذلال الجنوبيين وتركيعهم.
ومنذ فترة ليست بالقصيرة، يُحذّر المجلس الانتقالي الجنوبي من خطورة وطأة حرب الخدمات التي يتعرض لها الجنوب، وهي حرب تقوم على تردٍ واسع النطاق في كل الخدمات.
وفيما جاء اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر 2019، خطوة نحو تحسين الأوضاع الإنسانية، إلا أنّ الشرعية فخّخت هذا المسار بعدما عرقلت عودة الحكومة للعاصمة عدن، وهو ما عطَّل فرصة ضبط الأوضاع المعيشية.
وقاد التردي الفظيع في كل القطاعات المعيشية والخدمية والأمنية، الجنوبيين للتظاهر والاحتجاج في عديد المناسبات، للمطالبة بوقف حرب الخدمات، وتخليص الجنوب من سرطان الفساد الإخواني الذي استشرى بشكل متفاقم.
وحتى الآن، لم ترضخ الشرعية الإخوانية أمام الاحتجاجات التي استمرت حتى قبل أيام في محافظة شبوة، وهي واحدة من أكثر المناطق التي تعيش تحت وطأة ظروف معيشية شديدة القسوة، غرس بذورها المحافظ الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو.
الحرب العقابية التي تشعلها الشرعية الإخوانية ضد الجنوب تمهِّد الأرض نحو انفجار ثورة شعبية جارفة تنتفض في وجه الشرعية الإخوانية بما يقود إلى استئصال نفوذها في الجنوب بشكل كامل.
الترجيح باندلاع هذه الثورة العارمة يتفاقم بشكل يومي بالنظر إلى أنّ حجم الأعباء المعيشية التي يتعرض لها الجنوب، لا سيّما أنّ الوضع الاقتصادي أصبح على بعد خطوات قليلة من الانهيار الكامل.
ويبدو أنّ هناك تسابق مع الزمن، بين الإقدام على اتخاذ على خطوات إنقاذ للاقتصاد بما يتضمن وقفًا للحرب التي تشنها الشرعية ضد الجنوب، أو انهيار شامل لكل الأوضاع أمنيًّا ومعيشيًّا.
ويُجمع محللون أنّ الشرعية الإخوانية ستكون مسؤولة عن أي انهيار للأوضاع في المرحلة المقبلة، بعدما مارست ما يمكن اعتباره استهتارًا بحياة السكان، وعملت على تأزيم الوضع المعيشي بشكل كامل، دون أن تكون هناك أي مبررات نحو انهيار الوضع المعيشي على هذا النحو.