حراك شعبي جنوبي يُعري فساد الشرعية أمام المجتمع الدولي
تحقق التحركات الشعبية الجنوبية في شبوة وحضرموت مجموعة من الأهداف الإستراتيجية بعيدا عن الأهداف المباشرة التي تتمثل في مقاومة الاحتلال اليمني والوقوف كحائط صد في وجه جرائمه، ويبقى الإنجاز الأهم وراء تلك الاحتجاجات هي انكشاف فساد الشرعية أمام المجتمع الدولي بعد أن سعت طيلة السنوات الماضية على أن يظل كامنًا في طي النسيان.
دائما ما يرفع أبناء الجنوب خلال مظاهراتهم شعارات تفضح الفساد الممنهج للشرعية، بل أن هذا الفساد أخذ في التصاعد مؤخرا يعد أحد الأسباب الرئيسية وراء الهبات الشعبية المتتالية وآخرها في محافظة حضرموت التي تشهد احتجاجات على خلفية سرقة الشرعية لمواردها ونهبها لحساب طبقة سياسية فاسدة تعبر عن الاحتلال اليمني بأبشع صوره.
وكذلك فإن فساد الشرعية الذي فاحت رائحته على نحو كبير مؤخرا جعلها تخسر قدرا كبيرا من الدعم الذي حصلت عليه خلال السنوات الماضية من التحالف العربي، وأضحى هناك إدراك بأن الدعم المقدم لانتشال الاقتصاد من أزماته يذهب لصالح تمويل العمليات الإرهابية وإسناد المليشيات الحوثية ومساعدتها على تحقيق أهدافها عبر إطالة أمد الصراع وبعثرة أوراق الحل السياسي.
يرى مراقبون أن انكشاف أمر الشرعية أمام التحالف العربي وإقدام المجلس الانتقالي الجنوبي على تقديم ما ثبت فسادها وتورطها في ارتكاب جرائم وانتهاكات مشتركة مع المليشيات الحوثية الإرهابية بحق الأبرياء، يدفعان المجتمع الدولي للتراجع خطوات عديدة إلى الخلف بشأن علاقاته وتواصله مع العناصر المحسوبة على تنظيم الإخوان داخل الشرعية، وأن سلطة الإخوان ستجد صعوبة في التعامل مع الوضع الحالي لأنها لا تستطيع التوقف عن ممارسة الفساد في الوقت الذي تبقى فيه بحاجة إلى الدعم الدولي.
يمكن القول بأن الهبات الشعبية الجنوبية حققت أهدافها على مستوى حصار الشرعية الإخوانية وفضح ممارساتها أمام دوائر عربية وإقليمية عديدة، واستطاعت أن توجه أنظار البعثات الدولية والأممية تتجه إلى المناطق المشتعلة في الجنوب، بعد أن كانت جرائم الشرعية تتستر خلف الإرهاب الحوثي الذي حظي بالقدر الأكبر من الاهتمام الدولي طيلة السنوات الماضية.
وثق مغردون جنوبيون خروج الآلاف من المواطنين في حضرموت على طريق النضال الجنوبي، لانتزاع حقوقهم المسلوبة وموارد محافظتهم المنهوبة، عبر هاشتاج حضرموت تنتزع حقوقها.
وأرجعوا الحراك الشعبي في حضرموت ومختلف أنحاء الجنوب، إلى أحقية الشعب في موارده، بدلًا من نهبها لحساب طبقة سياسية فاسدة تعبر عن الاحتلال اليمني بأبشع صوره.
وشددوا على مواصلة المسيرة النضالية للتخلص من فاسدي الشرعية الإخوانية، وإعادة الثروات إلى البسطاء من أصحاب الأرض، منددين بسياسة التجويع والحصار الاقتصادي.
ودعوا إلى الالتفاف حول المطالب الشعبية وانتزاع الحقوق من الشرعية الإخوانية ورفع قيدها عن الجنوب، وتسليم موارد الشعب إلى أبنائه وإنهاء سلطة النهب والسلب تحت شعار الوحدة المزعومة.
أيدت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، التصعيد الشعبي لمنع تهريب النفط من المحافظة، مطالبة جموع المواطنين والنخب والمنظمات المدنية بدعمه، وحذرت من تداعيات التباطؤ في تلبية مطالب المواطنين بتطهير مؤسسات المحافظة في وادي حضرموت من فاسدي الشرعية الإخوانية.
ولفتت في بيان أمس السبت، إلى اعتياد الشرعية الإخوانية على نهب عائدات تصدير النفط، وتهريبها لحسابات رموزها الفاسدة في الخارج، وتخصيص نسبة ضئيلة لحضرموت، ونبهت إلى أن أبناء حضرموت لن يقبلوا بالموت جوعا، وترك ثرواتهم للصوص الشرعية الإخوانية وسماسرتها، والخضوع لحربها الاقتصادية.
وحذرت الهيئة مليشيا الشرعية الإخوانية في وادي حضرموت من التعدي على حق المواطنين في حماية ثرواتهم من النهب، أو منعهم من إقامة نقاط شعبية في مداخل ومخارج المحافظة.