تفشي خمسة أمراض.. الشرعية تلاحق أبرياء الجنوب بسلاح الأوبئة
لا يمر يوم دون أن يجري الإعلان عن مئات الإصابات الجديدة بعدد من الأمراض والأوبئة التي تأخذ في الانتشار على نحو سريع في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسلطة الإخوان الإرهابية، في ظل غياب كامل للإجراءات الوقائية والطبية التي تقلل من فرص انتشار العدوى بين الأبرياء، بل وفي ظل غياب العديد من المستشفيات التي خرجت تماما من الخدمة إما لنقص الإمكانيات أو لتحويلها إلى ثكنات عسكرية تخدم العناصر الإرهابية التابعة للشرعية.
وارتفعت معدلات تفشي الإصابات بخمسة أمراض وبائية في محافظة لحج، لتشمل حمى الضنك والسعال الديكي والملاريا والحصبة والكوليرا، بخلاف فيروس كورونا، وذلك في أعقاب تسجيل 48 إصابة وبائية في عدد من مديريات المحافظة، بزيادة عن حصيلة أمس الأحد، المقدرة بـ 35 حالة، بحسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة في تصريحات لـ"المشهد العربي".
وتواجه السلطة المحلية في لحج كما في المحافظات الجنوبية الأخرى الخاضعة لسيطرة سلطة الإخوان الإرهابية اتهامات متصاعدة بالتكتم على ارتفاع معدلات تفشي الأوبئة في المحافظة دون تحرك جاد لمواجهة الأزمة الصحية، وهو ما يقود إلى انتشار الأوبئة على نطاق أوسع دون أن يكون هناك قدرة على تحديد حجم الأضرار التي يتعرض لها المواطنين.
لعل مواجهة فيروس كورونا كشفت عن حجم الفساد الطبي الذي تنتهجه الشرعية في التعامل مع تزايد معدلات الإصابات إلى درجة أنه لم يعد هناك قدرة على تحديد أعداد الإصابات اليومية في الوقت الذي رفضت فيه كثير من المستشفيات استقبال المصابين، في حين أن مليشيات الإخوان لم تتوقف عن الاعتداءات المتتالية على المرضى والمستشفيات في مناطق متفرقة بحجج مختلفة، فيما تولت سلطة الإخوان مهمة ترهيب الأطباء ودفعهم لترك أعمالهم بعد أن عطلت صرف رواتبهم لأشهر طويلة.
يرى مراقبون أن البيئة العامة في المحافظات الخاضعة لسلطة الشرعية لا تساعد على وجود أوضاع صحية سليمة من الممكن أن تشكل وقاية خارجية للمرضي، وأن أزمات الوقود والمياه والكهرباء المستمرة كفيلة بأن تضاعف أعداد الإصابات بالأوبئة المختلفة التي تتطلب رعاية خاصة واكتشاف مبكر بما يساعد على احتواء الأمراض ومنع تمددها.
في وجهة نظر هؤلاء فإن الأوضاع الصحية المتدهورة لا تنفصل عن مخططات عداء الجنوب، وهو نفس الأسلوب الذي استخدمته المليشيات الحوثية في المحافظات الشمالية، إذ أن الهدف الأساسي خلق أوضاع مجتمعية متردية لينخرط المواطنين في الأزمات التي يواجهونها، دون مقاومة عناصر الاحتلال بمختلف صفاتها ومسمياتها.
وقبل أيام حذرت مفوضية اللاجئين من أن حياة ما يُقدّر بأكثر من مليون شخص من النازحين داخليا معرضة للخطر، وأن إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة لهم، وذلك مع تحوّل خطوط المواجهة في مأرب، واقترابها من المناطق المكتظة بالسكان
منذ نهاية شهر أبريل الماضي، يعاود منحنى الإصابات بأمراض الكوليرا وحمى الضنك والملاريا الارتفاع بشكل كبير في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية وكذلك الشرعية الإخوانية، وبحسب تقارير طبية فإن المرضى يتجنبون الذهاب إلى المستشفيات خوفا من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، في ظل عدم وجود رعاية من الممكن أن تحمي المرضي من انتقال مزيد من الأوبئة إليهم.