الاقتتال على الجبايات.. الجنوب يئن من إرهاب الشرعية الإخوانية

الخميس 16 ديسمبر 2021 16:16:12
الاقتتال على الجبايات.. الجنوب يئن من إرهاب الشرعية الإخوانية

تعمل مليشيا الشرعية الإخوانية، على تحويل محافظات الجنوب إلى مسرح لاقتتال عناصرها المليشياوية، والتي تتقاتل في إطار التصارع على الأموال والنفوذ.

ومحاكاة لما يحدث في المعسكر الحوثي، فإنّ عناصر مليشيا الشرعية تدخل في صراعات مسلحة عديدة في إطار التسابق على أموال الجبايات التي يتم فرضها على المواطنين الجنوبيين عنوة.

حدث ذلك في محافظة أبين، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات إخوانية في منطقة أحور بمحافظة أبين، أسفرت عن مصرع الإخواني المدعو عوض جادع قائد قوات الأمن المركزي "القوات الخاصة" التابعة لمليشيا الشرعية.

وقُتل المدعو جادع خلال مواجهات أججتها خلافات على حصيلة الجبايات مع فصيل إخواني مسلح يقوده الإخواني المدعو محمد العوبان قائد الأمن المركزي لمليشيا الشرعية الإخوانية في المحافظة.

وبحسب مصادر مطلعة، لقي عنصران إخوانيان من مرافقي العوبان مصرعهما، في خلافات متواصلة على تقاسم رسوم تحصيل الجبايات والضرائب.

تصارع القيادات والعناصر الإخوانية على أموال الجبايات جريمة لا تقع فقط في محافظة أبين، لكنّها كل المناطق التي ينشط فيها النفوذ الإخواني تشهد اندلاع مثل هذه الاشتباكات المسلحة بما يعبر عن الوجه المليشياوي للشرعية الإخوانية.

وتفرض الشرعية جبايات على المواطنين الجنوبيين في المناطق التي تنشط فيها، بما أدّى إلى تؤزم حاد في الأوضاع المعيشية وكبّد المواطنين كلفة ضخمة من الأعباء التي لا تُحتمل على الإطلاق.

الاقتتال الإخواني على الجبايات يندرج كذلك في إطار الفوضى الأمنية الكبيرة التي تعاني منها أبين، ليتضح أنّ المحافظة تدفع ثمنًا معيشيًّا من جرّاء الجبايات التي يتم فرضها على المواطنين، إلى جانب حجم الأعباء الأمنية التي عاشتها المحافظة على مدار الفترات الماضية.

ومحافظة أبين دفعت كلفة ربما هي الأكبر بعدما أغرقتها الشرعية بالكثير من العناصر الإرهابية التي لوَّثت المحافظة بشرورها، في إطار حرب غاشمة استهدفت كل مفاصل الجنوب وسعت لضربه من كل القطاعات.

وكثيرًا ما أقدمت الشرعية على الزج بالمئات من العناصر الإرهابية من عناصر تنظيمي داعش والقاعدة، وتم توظيف هذه العناصر في أعمال عدائية سواء ضد القوات المسلحة الجنوبية أو ضد المدنيين العزل.

ومن خلال حرب واسعة النطاق ومتعددة الأهداف، سعت الشرعية لإعادة الأمور في أبين إلى نقطة الصفر، عبر إعادة الإرهاب للمحافظة التي كانت قد تحرّرت من الإرهاب قبل سنوات بفضل جهود القوات المسلحة الجنوبية، بدعم وإسناد من التحالف العربي.

عداء الشرعية ضد الجنوب يستند إلى عدة أهداف، إذ تحاول بشتى الطرق خلط الأوراق سواء من خلال إثارة نعرات أمنية في الجنوب أو إحداث فوضى معيشية شاملة، في محاولة لاستفزاز الجنوبيين بما يجهض أي فرص قد تكون قائمة لتحقق الاستقرار في الجنوب.