مأرب ليست وحدها.. الضالع تصرخ من وحشية الجرائم الحوثية

الجمعة 17 ديسمبر 2021 11:47:09
 مأرب ليست وحدها.. "الضالع" تصرخ من وحشية الجرائم الحوثية

في الوقت الذي يتجرع فيه الحوثيون أقسى الهزائم على يد القوات المسلحة الجنوبية في الضالع، تكثّف المليشيات المدعومة من إيران من أعمالها العدائية ضد المدنيين، بما خلّف أعباء إنسانية فادحة.

وتكافح منظمات إغاثية دولية للعمل على تحسين الأوضاع الإنسانية في محافظة الضالع، عملًا على إنقاذ الأوضاع المعيشية للمواطنين هناك.

أحدث هذه الجهود تمثّل في تقديم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سلات غذائية ومستلزمات منزلية أساسية إلى المستفيدين في محافظة الضالع.

وقالت اللجنة الإغاثية الدولية إنّ المساعدات الإنسانية وصلت بالفعل إلىر أكثر من ثلاثة آلاف عائلة متضررة في منطقة الفاخر.

تحمل مثل هذه المساعدات الإغاثية أهمية كبيرة في إطار العمل على تمكين المواطنين من تجاوز الأعباء التي خلّفتها المليشيات الحوثية لا سيّما من خلال جرائمها المسعورة ضد المدنيين التي قضت على أي معالم لحياة آمنة ومستقرة في المحافظة.

وتولي المليشيات جانبًا كبيرًا من الاهتمام بالعمل على قصف منازل المواطنين، في محاولة لترهيبهم والضغط عليهم لترك مناطقهم من جانب، وكذا محاولة الضغط على القوات المسلحة الجنوبية لوقف ضرباتها الدقيقة التي تُجهِض مساعي حوثية للسيطرة على المحافظة التي لا تزال عصية على السقوط في قبضة المليشيات.

وكانت المليشيات الحوثية قد اعتدت هذا الأسبوع، على منازل المواطنين في قرية المشاريح حجر شمال محافظة الضالع.

وأطلق مسلحو المليشيات الحوثية الإرهابية، نيران أسلحتهم متوسطة العيارات صوب المناطق السكنية، وأوقعت أضرارًا في العديد من المنازل والممتلكات، فيما رجّحت مصادر محلية سقوط ضحايا من بين الأهالي من جرّاء الاعتداء الذي استمرّ لعدة ساعات.

تؤزم الوضع المعيشي في الضالع يجب أن يحذو باهتمام أكبر من كل الأطراف، باعتبارها واحدة من أكثر المناطق التي تتعرض للجرائم الحوثية، وذلك من منطلق انتقامي إذ تشن المليشيات جرائم هستيرية للرد على خسائرها الضخمة التي تتكبدها أمام القوات المسلحة الجنوبية.

وعلى وقع الحرب، تعيش محافظة الضالع انهيارًا حادًا في الأوضاع المعيشية وهي معاناة يدفع ثمنها المدنيون كبارًا وصغارًا، وذلك بعدما أنهكتها المليشيات الحوثية باعتداءات ضخمة على المدنيين.

تنعكس هذه الأعباء في موجات ارتفاع الأسعار واضطرار أعداد ضخمة من السكان للعيش في مخيمات بعدما تضررت منازلهم من جرائم القصف الحوثية، إلى جانب تفشي أمراض وأوبئة من جرّاء الإهمال الحوثي في هذا الإطار.

ويرى محللون وناشطون أن هناك قدرًا من ازدواجية في تعاطي المجتمع الدولي مع الأعباء القاسية الناجمة عن الحرب، ففي الوقت الذي تُركز فيها التقارير الدولية على الوضع الإنساني في محافظة مأرب من جراء التصعيد الهستيري للحوثيين هناك، فإنّ الوضع في محافظة الضالع لا يختلف كثيرًا.

أهمية تسليط الأضواء على هذه الجرائم الحوثية المسعورة تعود إلى محاولة الضغط على المليشيات المدعومة من إيران، التي تحاكي المليشيات الإخوانية في التكالب على الجنوب، وسط مساعي متواصلة للعمل على محاصرة القضية الجنوبية والحيلولة دون تحقيق المزيد من المكاسب التي تعضِّد طريق استعادة الدولة.

ويبدو أن تأزيم الأوضاع الإنسانية إحدى أهم الآليات التي يتبعها خصوم الجنوب وذلك لمحاصرته بين براثن هذه الأعباء، دون تمكينه من تحقيق المزيد من المكاسب، وإشغال القيادة الجنوبية لأن تكون جهودها مركزة على تحسين الأوضاع المعيشية.