الدعم السياسي والإعلامي لحراك حضرموت.. جدار عازل يحمي الشعب

الجمعة 17 ديسمبر 2021 13:42:58
 الدعم السياسي والإعلامي لحراك حضرموت.. جدار عازل يحمي "الشعب"

فرضت الهبة الحضرمية القائمة ضد فساد الشرعية الإخوانية نفسها كأحد أهم المسارات القائمة في الفترة الأخيرة من الشعب الجنوبي في مواجهة حملات مشبوهة تستهدف السطو على موارده وممتلكاته.

انتفاضة الشعب الحضرمي أحدثت واقعًا جديدًا، حرّك المياه الراكدة أسفل تربة الأزمة القائمة، وقاد إلى صخب كبير فيما يخص العمل على استئصال مساعي الشرعية لفرض هيمنتها على نفط الجنوب الذي مثّل عنوانًا للاستهداف منذ فترة طويلة.

ويقول محللون إنّ نجاح حراك حضرموت حتى الوقت الأخير يستلزم دعمه سياسيًّا وإعلاميًّا على كل المستويات، وهذا راجع إلى الحيلولة دون وقوع المواطنين فريسة في قبضة مليشيا الشرعية الإخوانية التي تملك باعًا كبيرًا في أعمالها العدائية ضد الجنوب وشعبه.

أهمية هذا الدعم فرضت نفسها مع بوادر التحركات الإخوانية التي تتجه في الأغلب إلى قمع هذا الحراك، بعدما حرّكت الشرعية عناصر مسلحة لتطويق النقاط الشعبية التي فرضها الأهالي لمواجهة جرائم تهريب نفط حضرموت.

التحرك الإخواني الأخير فُهِم منه أنه تمهيد لاعتداءات غاشمة تشنها الشرعية الإخوانية ضد المواطنين، وهو ما فرض الحاجة إلى ضرورة اتخاذ خطوات استباقية تحمي الأهالي من خطر التنكيل بهم.

وسواء بالقمع الجسدي أو الترهيب النفسي، تسعى الشرعية الإخوانية إلى قمع حراك حضرموت في أسرع وقت ممكن، ضمانًا أولًا لمواصلة جرائم نهب وتهريب نفط حضرموت من جانب، مع العمل في الوقت نفسه على إخفاء أي أصوات معارضة لنفوذها في الجنوب وهو الأمر الذي يُفقدها الكثير من المكاسب السياسية.

وبالتالي فإنّ الحاضنة السياسية التي وفّرها المجلس الانتقالي الجنبوي لحراك حضرموت إلى جانب التركيز الإعلامي على هذه التحركات يمثلان عاملي حماية شديدي الأهمية في مواجهة آلة البطش الإخوانية.

أهمية هذين العاملين تعود كذلك إلى أنّهما يُشكلان ضغطًا خانقًا على الشرعية الإخوانية التي سعت في كثير من الأحيان للإبقاء على القضية الجنوبية عند حدود محلية داخلية لا تأخذ أبعادًا إقليمية أو دولية، في مسعى للحيلولة دون تمكين الجنويين من تمكين حلم استعادة الدولة وفك الارتباط.

توفير الحاضنة السياسية والإعلامية لحراك حضرموت يجعل الشرعية بين خيارين كلاهما يحمل ضررًا عليها، وذلك ما بين قمع الاحتجاجات وبالتالي تغرض نفسها لضغوط غير محتملة على كل الأصعدة، أو الدفع نحو ترك الأمور تمضي نحو تفاقم الغضب الشعبي وبالتالي تجد الأرض تهتز من تحت أقدامها في الجنوب.