استراتيجية صناعة الأعباء.. حياة قاتلة في مناطق نفوذ الإخوان
يرتبط نفوذ حزب الإصلاح الإخواني في أي منطقة ينشط فيها، بالعمل على إحداث تأزيم واسع النطاق في الأوضاع المعيشية والمجتمعية.
وتقوم أجندة الشرعية التي تسير وفقًا لأجندة إخوانية، على إحداث أكبر قدر من الأعباء الإنسانية على السكان، بما يضمن لها الاستحواذ بشكل كامل ومستقر على القطاعات والمؤسسات، ومن ثم تحقيق أهوائها المرتبطة بمصالح مالية من جانب وتوسعية من جانب آخر.
من أجل ذلك، لا تترك مليشيا الشرعية الإخوانية مشروعًا يسعى لخدمة السكان إلا واستهدفته بآلة قمعية حادة، وذراع تخريبية تعمد إلى إحداث أكبر قدر ممكن من التليفات.
أحدث الجرائم الإخوانية في هذا الصدد التي حملت مدلولًا كبيرًا في هذا الإطار تمثّل في دهس طقم عسكري إخواني أعمال مشروع ممول مجتمعيا لتطوير طريق في منطقة عليافا.
وتعمّد مسلحو الإخوان تخريب أعمال الصبة الخرسانية، قبل تماسكها، ما أدى لإهدار المبادرة المجتمعية، وذلك على الرغم من نداءات السكان للطقم الإخواني بعدم المرور، لكن عناصر مليشيا الشرعية تجاهلتها.
تحمل هذه الواقعة دلالة واضحة بأنّ الشرعية الإخوانية - شأنها شأن المليشيات الحوثية - ترى في تؤزم الأوضاع المعيشية ضمانًا لبقاء نفوذها قائمٌ على الأرض، وهي لذلك تعمد إلى إثارة الأوضاع المعيشية أمام المواطنين.
مساعي الشرعية الإخوانية في هذا الصدد لا تقتصر عند حد عرقلة أي جهود مجتمعية لتصحيح جانب من الأوضاع المعيشية، لكنها تنفذ مؤامرة متكاملة تشمل وقف صرف الرواتب وإخفاء السلع من الأسواق وإدارة وتشغيل الأسواق السوداء وتدمير المنظومة الصحية وإتلاف الطرق، وغيرها من الجرائم التي تصب جميعها في إطار الاستهداف الإخواني للمدنيين.
نجاح المخطط الإخواني في هذا الصدد مرتبط بأن المليشيات تُحكم قبضتها على المواقع والمؤسسات لا سيّما القطاعات الخدمية التي توظفّها الشرعية في كل المناطق التي تنشط فيها في إطار حرب عدائية على المواطنين واحتياجاتهم.
إقدام الشرعية الإخوانية على هذه الممارسات مرتبط بقناعاتها أنّ الانهيار الأمني والمعيشي الضمانة الوحيدة لاستمرار نفوذها قائم في الفترة المقبلة، لا سيّما وسط حالة النفور الكبير من ممارساتها، وهي حقيقة تسعى الشرعية لتغطيتها من خلال صناعة هالة موالية لها خلافًا لحالة الغضب الشعبي المتفاقم من جرّاء تخادمها الكبير مع الحوثيين.
