إهمال الشرعية يدعمه.. وباء الكوليرا ينهش بطون مواطني أبين

الجمعة 17 ديسمبر 2021 16:53:00
إهمال الشرعية يدعمه.. وباء الكوليرا ينهش بطون مواطني أبين

عاود مرض الكوليرا الظهور بقوة في محافظة أبين، وسط تخوفات من انهيار أشد قسوة في المنظومة الصحية، في ظل حالة الإهمال التي تمارسها الشرعية الإخوانية تجاه القطاع الطبي في كل أرجاء الجنوب.

واستقبل مستشفى الرازي العام بمدينة جعار في محافظة أبين ثلاث حالات جديد إصابة بالكوليرا، من مناطق متفرقة في مديرية خنفر.

وأصيب 133 شخصًا بالإسهالات المائية الحادة من مختلف الفئات العمرية في مدينة جعار خلال شهر نوفمبر الماضي.

ومحافظة أبين على وجه التحديد، واحدة من أكثر المناطق التي تشهد انتشارًا لمرض الكوليرا، وسبق أن اجتاح المرض مديريات زنجبار وخنفر ولودر، وقد وصفت الأمم المتحدة المرض بأنه ينتشر هناك كالنار في الهشيم.

ارتفاع حالات الإصابة بالإسهالات المائية الحادة (الكوليرا) يعود بشكل رئيسي إلى الملوثات البيئية والأطعمة غير المغسولة والأمراض المعوية وانتشار البعوض الناقل للأمراض.

كما يؤدي موسم هطول الأمطار لا سيّما عندما تكون غزيرة إلى تفاقم مخيف في حالات الإصابة بالمرض.

وتؤدي الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى انقطاع خدمات مياه الشرب الآمنة وتعطل مرافق الصرف الصحي وتدمير المنازل وهو ما يوفِّر البيئة المثالية لتفشي الكوليرا.

وتقول الأمم المتحدة، ممثلة في منظمة "اليونسيف"، إنّ تدني مستوى خدمات الصرف الصحي كثيرًا لا سيما في المناطق الحضرية واستخدام مياه ملوثة ونقص الوعي بممارسات النظافة الأساسية، بما في ذلك غسل اليدين الفعال وممارسات النظافة الشخصية، تسهم في انتشار الكوليرا، إلى جانب أنَّ الخدمات الأساسية على حافة الانهيار أو في أفضل الأحوال لا يجري صيانها بشكل كاف.

وتؤكد اليونسيف أنه يمكن الوقاية من الكوليرا والإسهال المائي الحاد ويمكن علاجهما أيضًاـ وتشير إلى أنّ استجابتها تركِّز على التأكد من أنّ الأسر والمجتمعات التي تعيش فيها تحصل على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي المحسّنة، وتراعي في ذات الوقت كيفية تقليل المخاطر الصحية.

وفي الوقت الذي ينهش فيه المرض في عظام الجنوبيين، فإنّ الشرعية الإخوانية تتجاهل هذا الوضع المخيف، وتعمد إلى تعقيد الوضع الصحي بشكل أكبر، سواء من خلال إهمال تقديم الرعاية الطبية بشكل متكامل أو غرس بذور التلوث الذي يمثّل بيئة خصبة أمام انتشار الأمراض المعدية.

والإهمال الصحي جزء من حرب خدمات قاسية تشنها الشرعية الإخوانية على الجنوب منذ فترة طويلة، وكبّدت المواطنين كلفة ضخمة للغاية، بالنظر إلى حجم الأمراض والأوبئة التي سجّلت حضورًا طاغيًّا في الجنوب.