النفوذ يثير صدامًا مفاجئًا بين الحوثي والسفير الإيراني.. ما الذي حدث؟
أقدمت المليشيات الحوثية على خطوة وُصفت بالغريبة وغير المتوقعة، عندما طالبت السفير الإيراني حسن إيرلو بمغادرة صنعاء، في خطوة تعبّر على الأرجح عن توتر العلاقات بين إيران والمليشيات.
صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قالت إنّ الحوثيين طالبوا السفير الإيراني لدى المليشيات حسن إيرلو بمغادرة صنعاء، وهو ما اعتبرته إشارة للتوتر مع طهران.
وحسن إيرلو أحد عناصر الحرس الثوري وقد وتم تهريبه إلى اليمن العام الماضي، وعين سفيرًا للمناطق التي تسيطر عليها المليشيات المدعومة من طهران.
وساعد السفير، مليشيا الحوثي في التخطيط للمعارك، لكن الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن الدبلوماسي الإيراني ساهم في تغذية النظرة السلبية للمليشيات الحوثية على الصعيد الدولي.
اللافت أنّ المليشيات الحوثية تحججت بأن إيرلو مصاب بفيروس كورونا، في حيلة ربما تهدف إلى تسهيل إخراجه إلى صنعاء، لكن التحايل الحوثي على الحقيقة سرعان ما تجلى واضحًا، بالنظر إلى الاجتماعات الأخيرة التي عقدها إيرلو في الأيام القليلة الماضية التي تدحض أي أنباء عن إصابته بالوباء.
الحديث عن أي توتر بين القيادات الحوثية وقيادات إيرانية أيضًا سيكون راجع بشكل مُرجح في إطار التصارع على النفوذ، علمًا بأنّ هذا السبب هو المحرك الرئيسي لصراعات الأجنحة التي تفاقمت في معسكر المليشيات.
وصول الصدام بين إيرلو والقيادات الحوثية يعني على الأرجح أن السفير الإيراني تجاوز حدود ما تسمح به المليشيات.
وظهر من تصريحات ومواقف إيرلو أنّه حاول ترسيخ نفسه بأنه الحاكم الفعلي لصنعاء، وهو ما كان مقبولًا لدى المليشيات في مرحلة ما، إلا أنّه على الأقل في الوقت الراهن تجد المليشيات الحوثية نفسها قادرة على التخلي عن الرجل.
لكن في الوقت نفسه، فإنّ خلاف الحوثيين مع إيرلو ليس من المرجح أن يقودها إلى صدام أوسع نطاقًا مع إيران، باعتبارها أن طهران هي وقود المليشيات ومحركها الرئيسي نحو إطالة أمد الحرب بفضل الدعم الذي تحصل عليه من طهران.
وتذهب أغلب تفسيرات المحللين، بمن فيهم مقيمون في صنعاء ومقربون من دوائر صنع القرعر في المعسكر الحوثي، أن الصدام الأخير راجع إلى إيرلو نافس القيادات الحوثية بما في ذلك زعيم المليشيات نفسه عبد الملك الحوثي على اتخاذ القرارات، باعتباره ضابطًا بارزًا في الحرس الثوري الإيراني.
وعلى الأرجح، يميل الحوثيون إلى شخصية سياسية ومدنية لهذا العمل الدبلوماسي بدلًا من شخصية عسكرية تهدّد نفوذ المليشيات بشكل كبير.