نصر الجنوب الكبير.. وكابوس الشرعية المفزع

الثلاثاء 21 ديسمبر 2021 18:02:00
نصر الجنوب الكبير.. وكابوس الشرعية المفزع

رأي المشهد العربي

زخمٌ كبيرٌ لا تزال تحظاه الهبّة الحضرمية التي يثور فيها الجنوبيون على فساد الشرعية وإرهابها وينشدون إزاحتها من أراضيهم، وهو مطلبٌ رئيسٌ لا تراجع عنه حتى تحقيقه.

فمنذ تدشين النقاط الشعبية لحماية نفط حضرموت من النهب والتهريب، وصولًا إلى الفعاليات الشعبية التي سيكتمل عقدها يوم السبت بالفعالية الشعبية التي سينظّمها المجلس الانتقالي الجنوبي دعمًا لهذا الحراك، تمضي الأمور إلى مسار يثير ارتجاف الشرعية التي لربما لم تكن تحلم بهذا السيناريو في أسوأ كوابيسها.

هبّة حضرموت لا تزال تحافظ على زخمها، وتحقق مكاسب عديدة أهمها استمرار التلاحم الشعبي على الأرض وتوفُّر الحاضنة السياسية التي تحمي حضرموت من الاستهداف سواء على صعيد نهب ثرواتها أو إثارة فوضى أمنية على أراضيها.

استمرار زخم الهبّة كأول يوم أُطلقت فيه، يعبّر عن نجاح كبير للهبة التي باغتت الشرعية بشكل غير متوقع، وبالتالي فإنّ استمرارها لحين تحقيق أهدافها كاملة سيكون النموذج الذي ينشده الجنوبيون وربما يسيرون على دربه فيما هو قادم.

لهذا السبب، لن تكون مكاسب الهبة حماية ثروات حضرموت وحسب، لكنّ الأمر يصل لما هو أبعد من ذلك، فحضرموت التي لطالما مثّلت قاطرة الجنوب ونضاله في مختلف مراحله الثورية ها هي تعطي الدرس والنبراس من جديد، لتكون قاطرة من جديد في عملية تحرير الجنوب من السرطان الإخواني.

نموذج حضرموت الملهم بات مطلوبًا في محافظات أخرى في الجنوب، وتحديدًا شبوة ولحج وأبين، فهي محافظات تواجه خطر الإرهاب ليل نهار، ويعاني المواطنون هناك من أعباء قاسية لا تُحتمل، وبالتالي فالحاجة مُلحة لمواجهة عاجلة لهذه المخاطر المحدقة.

تنقل نموذج حضرموت الملهم يرسخ مرحلة جديدة من المواجهة الجنوبية للحرب المسعورة القائمة، بما يدفع نحو تغيير شامل في المعادلة التي لطالما راهنت الشرعية على حسمها مستغلة سطوتها وسلطتها القمعية على الجنوب، لكن الجنوبيين دائمًا ما كان لسان حالهم يقول "إن غدًا لناظره لقريب".. وقد جاء هذا الغد.