التحالف يفوت على إيران فرصة تحويل مقتل إيرلو إلى غنيمة سياسية
فوَّت التحالف العربي، على إيران فرصة تحويل وفاة سفيرها لدى الحوثيين حسن إيرلو، إلى مكسب سياسي بعد اتهامات زائفة ضد التحالف.
البداية كانت مع تصريحات لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، زعم خلالها أنّ السعودية تأخَّرت في السماح لإيران بنقل حسن إيرلو.
اتهام إيران الزائف كان مسعى للحصول على مكسب سياسي لتسجيله ضد التحالف العربي في الفترة المقبلة، إلى جانب محاولة التشويش على التقارير التي شكّكت في صدق الرواية الإيرانية عن وفاة إيرلو بفيروس كورونا.
المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي ردًا على المزاعم الإيرانية قائلًا إنّ قيادة القوات المشتركة للتحالف تابعت ما تناقلته بعض الوكالات الإعلامية من تصريحات مسيئة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لموقف التحالف الإنساني والمتعلق بإخلاء المدعو حسن إيرلو أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني من اليمن.
المالكي أضاف أنّ قيادة القوات المشتركة للتحالف وتنفيذا للتوجيه الكريم من قيادة المملكة، باشرت تسهيل نقل المذكور لاعتبارات إنسانية تقديرًا لوساطة دبلوماسية من سلطنة عمان وجمهورية العراق بعد أقل من 48 ساعة من الإبلاغ عن حالته الصحية.
وأوضح متحدث التحالف أنّ هذه التصريحات المسيئة للمملكة تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، ولا تثمن موقف التحالف الإنساني والنبيل في إخلاء المذكور من صنعاء إلى البصرة.
ولفت إلى أنّ قيادة التحالف قدمت كافة التسهيلات والتصاريح الخاصة بالعبور، وكذلك الدعم اللوجستي لطائرة الإخلاء الطبي التابعة للقوات الجوية العراقية من نوع "سي -130"، وهي المرة الثانية لإخلاء مواطن إيراني مرتبط بالعمليات القتالية باليمن، بعد إخلاء أحد أفراد السفينة الإيرانية العسكرية "سافيز" بالبحر الأحمر في العام 2019، من قبل القوات الجوية الملكية السعودية من على متن السفينة ونقله للعلاج بأحد المستشفيات بالمملكة لفترة طويلة جراء وضعه الصحي المتدهور، ومن ثم نقله عبر طائرة إخلاء طبي سعودية إلى مسقط بعد وساطة من الأشقاء في سلطنة عمان لإعادته وتسليمه لدولته إيران".
وتابع: "هذه التصريحات غير مستغربة من المسؤولين الإيرانيين، وتأتي في سياق سلوك الدبلوماسية الإيرانية بدخول المذكور لليمن بطريقة غير شرعية وقيامه بدعم الفوضى والقتال باليمن.
وأكد المالكي، استمرار نهج المملكة والتحالف الثابت في تطبيق القيم والمبادئ الإنسانية الراسخة رغم ما تنتهجه إيران من سلوك غير حضاري وغير إنساني.
بيان التحالف العربي حمل أهمية بالغة سواء في مدلوله الدبلوماسي أو توقيته الزمني، لا سيّما أنها يُفشِل مساعي إيرانية لتوظيف وفاة إيرلو في إطار واقع سياسي يخدم طهران ومساعيها لإطالة أمد الحرب في اليمن وإبقاء نفوذ واسع النطاق للمليشيات الحوثية.
في الوقت نفسه، حاولت طهران توجيه بوصلة الحديث عن التحالف بعيدًا عما يتم تداوله بقوة عن أن وفاة إيرلو ليس بفيروس كورونا، إذ انتشرت العديد من الروايات حول السبب الحقيقي لمقتل إيرلو، بينها رواية أن الرجل تم تسميمه في صنعاء قبل مغادرته.
التشكيك في الرواية الإيرانية كان مبعثه ما تك الكشف عنه قبل إعلان وفاته، وهو حجم الخلافات التي وقعت بين إيرلو والحوثيين، علمًا بأنّ السفير الإيراني كان يُنظر إليه باعتبار الحاكم العسكري للمليشيات.
وتريد إيران تفادي الكشف عن وجود خلافات مع أحد أهم أذرعها الإرهابية في المنطقة، وذلك باعتبار أن افتضاح أمر هذه الخلافات قد يزيدها تعقيدًا، بما يضعف المليشيات وهو ما سيجعل الفرصة مواتية إزاء القضاء على المليشيات عسكريًّا وسياسيًّا.
