حربٌ على هوية الجنوب

الأربعاء 22 ديسمبر 2021 18:02:31
حربٌ على هوية الجنوب

رأي المشهد العربي

تكشف صنوف الأعمال العدائية التي ترتكبها الشرعية الإخوانية ضد الجنوب بأن جميعها يصب في إطار الحرب على الهوية التي يبدو أنها تمثّل عاملًا مؤرّقًا لكل خصوم الجنوبيين الذين يتآمرون على قضيته العادلة.

جرائم الشرعية لا تقتصر على قتل أو اختطاف أو تعذيب، لكن الأمر يشمل أبعد من ذلك بكثير، فالهدف الأهم والأشمل للشرعية الإخوانية يتمثل في ضرب الهوية الجنوبية، ويتضح ذلك في عديد الجرائم التي يتم ارتكابها.

يحدث هذا الاستهداف في العاصمة عدن، وذلك من خلال استقدام حشود شمالية يتم الزج بها على هيئة نازحين، لكن الهجرة للجنوب هي اقتصادية المعالم وسياسية الأغراض، وتصب جميعها في محاولة استهداف الجنوب عبر ضربه ديمغرافيًّا من العناصر التي يتم توطينها في العاصمة.

الأمر نفسه يحدث في محافظة حضرموت التي تتعرض لضربات ضد هويتها الجنوبية تمثّلت في إنشاء وبناء مستوطنات لعناصر شمالية قادمة من عمران وذمار، وذلك في إطار مساعي الشرعية لإيجاد مكونات شعبية تحركها وفقًا لأهوائها السياسية المشبوهة المعادية ضد الجنوب.

تتكرر هذه الجرائم الإخوانية بشكل ملحوظ في محافظة لحج التي تشهد على عمليات إصدار بطاقات توطين للعناصر الشمالية بغية الاستفادة من وجودها في الجنوب.

حدث ذلك بكل وضوح في الحملة الإخوانية التي أطلقت مؤخرًا بدعم مباشر من منظمة "اليونسيف" لإصدار شهادات ميلاد لأبناء النازحين اليمنيين من سن عام إلى 13 عامًا.

الشرعية تحاول بشتى السبل فرض نفوذ لها في الجنوب بسلطة الأمر الواقع، في محاولة مشبوهة لإيجاد نفوذ طويل الأمد لمليشياتها في الجنوب، عبر استغلال الكتلة السكانية الضخمة من النازحين اليمنيين في أي استفتاء مستقبلي على فك الارتباط.

هذه المخاطر تستدعي ضرورة التيقظ لمواجهة مساعي الاحتلال اليمني الرامية إلى وجود طويل الأمد في الجنوب، خلال الفترة المقبلة، في إطار العمل على استهداف القضية الجنوبية باعتبار أن الضربات الديمغرافية هي الأشد خطرًا على الهوية الجنوبية.

مواجهة هذا الخطر يتطلب ضرورة تلاحم كل الجنوبيين في مواجهة الاحتلال اليمني القادم تحت شعار النزوح السياسي، وهو خطر لطالما حذّر منه المجلس الانتقالي الجنوبي، بل وشدّد على مواجهته حفاظًا على مسار القضية الجنوبية العادلة.