نجاحات الانتقالي الدبلوماسية ترسم خارطة عمل الجنوب
في فترة زمنية قصيرة، استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي تحقيق عدد ضخم من المكاسب والإنجازات التي عضّدت مسار القضية الجنوبية، كان أبرزها الوضع الدبلوماسي.
المجلس الانتقالي إتبع سياسات حكيمة ورصينة جعلته محل تقدير من مختلف الدول، وهو ما يتضح في حجم الإقبال على المجلس الانتقالي والتباحث معه حول المستجدات السياسية، بما يضع الجنوب طرفًا رئيسيًّا وفاعلًا على الأرض، وهو يضرب أجندة الشرعية الإخوانية في مقتل بعدما سعت كثيرًا لتهميش الجنوب.
وشهدت الساعات الماضية العديد من الجولات الدبلوماسية التي خاضها المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، وقد جاءت جميعها في خضم حراك شعبي جنوبي متصاعد في مواجهة حرب الخدمات القاسية التي يتعرض لها الجنوب.
وفي كل اللقاءات الدبلوماسية، يحرص المجلس الانتقالي على التعبير عن تطلعات الشعب الجنوبي والتي تصب جميعها في مسار تحقيق استعادة الدولة وفك الارتباط، وهي غاية جنوبية لا يمكن تحقيقها من دون استقرار شامل للأوضاع في الجنوب.
يفسِّر ذلك أنَّ الرئيس الزُبيدي في اللقاءات الدبلوماسية التي يعقدها، يحرص على التعبير عن معاناة الشعب الجنوبي لا سيّما الأعباء التي تتم صناعتها بشكل متعمد من قِبل نظام الشرعية، الذي يثير أزمات معيشية قاتمة في الجنوب.
حدث ذلك خلال لقاء الرئيس الزُبيدي مع كريستوفر دويتش القائم بأعمال السفير الأمريكي بالإنابة لدى اليمن، حيث أكد أنّ المجلس الانتقالي وُجِدَ من أجل الشعب في الجنوب وحاملا لتطلعاته وأن تلك التطلعات والأهداف هي ما ترسم أولويات واستراتيجيات عمل المجلس، مؤكدًا أن إصلاح الوضع الاقتصادي والخدمي تأتي في صدارة الأولويات الراهنة، كما يؤكد التزامه بحفظ مصالح وحقوق شعب الجنوب في تقرير مستقبله السياسي.
وخلال اللقاء، استعرض الرئيس الزُبيدي آخر مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية في الجنوب واليمن وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في محافظتي شبوة وحضرموت ومستجدات الوضع الاقتصادي وسبل الوصول إلى معالجات حقيقية تعزز الاستقرار الاقتصادي للتخفيف من معاناة المواطنين.
وشدّد على أنَّ قيادة المجلس الانتقالي تولي الملف الاقتصادي اهتمامًا خاصًا، مشددًا على أهمية تكثيف الجهود من قبل التحالف العربي والدول الخمس دائمة العضوية والمجتمع الدولي لإنقاذ الشعب الجنوبي من تداعيات الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، مشيدًا بدور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومواقفهم الأخوية الداعمة لعودة الأمن والاستقرار.
كما جدد الرئيس الزُبيدي، دعم المجلس الانتقالي الجنوبي لحكومة المناصفة، مشددًا على أهمية إجراء إصلاحات عميقة في المؤسسات المالية والاقتصادية وفقا لمخرجات اتفاق الرياض، داعيًّا للوقوف إلى جانب الحكومة ومساندتها لتقوم بواجباتها في خدمة المواطنين.
إحدى الأولويات المهمة كذلك لدى المجلس الانتقالي هي تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وحمايتها من خطر الإرهاب، وهو هدف يمنحه أيضًا المجلس الانتقالي أهمية كبيرة في هذه المرحلة، باعتبار أنّ تحقيق الاستقرار يصب جميعه في مسار خدمة قضية الجنوب.
وتأكيدًا ذلك جاءت مباحثات الرئيس الزُبيدي في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض مع سفير مصر لدى اليمن السفير أحمد فاروق، حيث شدّد خلال اللقاء، على أهمية تكامل الأدوار وتعزيز استراتيجيات التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة الدولية في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر.
الرئيس الزُبيدي أكّد أهمية العمل العربي المشترك الذي تضطلع به مصر جنبًا إلى جنب مع السعودية والإمارات، آملًا في أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من التعاون والتكامل لحفظ الأمن والاستقرار وتعزيز استراتيجيات الردع والتصدي للقوى المعادية ومعالجة القضايا السياسية التي تعاني منها عددًا من دول المنطقة وفي مقدمة ذلك ملف الأزمة الراهنة في اليمن بما يلبي تطلعات الشعب الجنوبي وتمكينه من تقرير مستقبله السياسي.
المواقف السياسية التي يعبّر عن الرئيس الزُبيدي في اللقاءات الدبلوماسية يمكن القول إنها تعكس الاستراتيجية التي يتبعها المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي تتضمن عدة أولويات بين إنقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي في الجنوب، مع تعزيز فرص تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب.
تحقيق هذين الهدفين أمرٌ يحمل أهمية كبيرة على مسار القضية الجنوبية في حد ذاتها، باعتبار أنّ تمكين الجنوبيين من تحديد مستقبلهم السياسي يتطلب إتاحة بيئة استقرار شاملة، لن تتحقق إلى بتحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية.