صراعات المشاط ومحمد الحوثي تحرج عبد الملك.. وتهز معسكر المليشيات
تحيط الأزمات بالمليشيات الحوثية التي يبدو أنّها تعيش أصعب أيامها، بالنظر إلى حجم الصراعات التي تدور بين قياداتها وعناصرها الإرهابية، وهي خلافات تندلع في الأغلب في إطار التسارع على الأموال والنفوذ.
الخلافات المتفاقمة التي تندلع في المعسكر الحوثي، تعكس حالة الوهن السياسي التي تسيطر على هذا الفصيل، الذي لطالما روّج لقوة مزعومة يدعي من خلالها قدرته على السيطرة على الأمور في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتدخل زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي في كثير من الأحيان، لوضع حد للخلافات التي استعرت في معسكره، لكنّه فشل على ما يبدو في إنهائها، بدليل تصاعد حجم الخلافات التي وضعته في موقف شديد الحرج.
العنوان الأكبر الذي يُستحضر في الخلافات الحوثية هو ما يجمع بين المدعوين مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي، وهما قائدان لجناحين حوثيين متصارعين على كل شيء، واندلعت الكثير من الخلافات بينهما، بما وصل إلى حد الاقتتال بين عناصر المعسكرين.
ففي الفترة الماضية، تصاعدت حدة الخلافات بين القيادات الحوثية في الحكومة الخفية التابعة للمليشيات الإرهابية، وذلك منذ تعيين القيادي الحوثي المدعو هاشم إسماعيل المؤيد رئيسًا للجنة الاقتصادية العليا بدلا عن وزير ماليتها المدعو رشيد أبولحوم.
المدعو المؤيد الذي يشغل أيضا منصب محافظ البنك المركزي في صنعاء، أصبح الرئيس الحقيقي للحكومة الحوثية التي تدير الشؤون الاقتصادية في مناطق المليشيات الإرهابية.
وتوسعت سلطات وصلاحيات المدعو المؤيد بدعم من المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، على حساب سلفه ووزير مالية الحوثيين الإرهابيين المدعو أبو لحوم، المدعوم من القيادي النافذ في المليشيات المدعو محمد علي الحوثي.
تصاعد وتيرة خلافات القيادات الحوثية، وتحديدًا بين مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي، يعبّر عن حالة تآكل كبيرة تعاني من المليشيات، لا سيّما أنّ كلًا من الرجلين يملك نفوذًا كبيرًا، وله الكثير من العناصر الموالية له، وبالتالي فإنَّ تفاقم حجم الصراع قد يقود الأمور إلى حد الاقتتال بين هذه العناصر الإرهابية.
وزادت حدة الخلافات منذ مطلع العام الجاري، عندما أصدر مهدي المشاط سلسلة قرارات شملت تعيينات في مناصب عليا بحكومة المليشيات غير المعترف بها، وهو ما عمّق صراعات كيانات نفوذ "جناح صعدة"، وتحديدا بين القياديين محمد علي الحوثي وأحمد حامد.
ومنذ ذلك الحين، تزايد حجم الخلافات بين كلا المعسكرين، ولم يتمكن عبد الملك الحوثي من السيطرة على هذه الصراعات الداخلية، لكن الرجل يحاول دائمًا في كلماته المتلفزة، أن يُظهر ما يزعم أنه تماسك في جبهته الداخلية تفاديًّا لأن يحدث السيناريو الأكثر خطرًا على مشروع المليشيات وهو خروج الأمور عن سيطرتها.