نيران الحوثي والإخوان تفتك بالمدنيين.. والتوثيق أولى خطوات المحاسبة
يمثّل استهداف المدنيين وارتكاب أبشع صنوف الجرائم ضدهم، أحد القواسم المشتركة التي تجمع بين المليشيات الحوثية وحليفتها الإخوانية.
وترسخت قناعة كاملة لدى مليشيا الشرعية وكذا المليشيات الحوثية، بأنّه لم تتم محاسبة كل منهما على الجرائم التي يتم ارتكابها ضد المدنيين، وبالتالي تمادى الفصيلان في ارتكاب الأعمال العدائية التي كبّدت المدنيين كلفة دامية.
ففي الجنوب، دفع المواطنون كلفة باهظة للغاية من جرّاء الجرائم الفتاكة التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية، إذ لا تخلو أي منطقة بالجنوب تقع تحت وطأة الاحتلال الشمالي من جرائم ترتكبها هذه المليشيات.
محافظة شبوة واحدة من أكثر مناطق الجنوب التي تشهد جرائم فتاكة ترتكبها المليشيات الإخوانية على نحو مسعور، وهي اعتداءات يُشرف عليها المحافظ الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو.
أحدث الجرائم الإخوانية تمثّلت في فتح مسلحي مليشيا الشرعية، الرصاص تجاه عددًا من مواطني شبوة، في منطقة العقلة بمديرية عرما، في محاولة نهب.
وباغتت العناصر الإخوانية الإجرامية، مستثمر ترافقه مجموعة من المواطنين، أثناء مغادرتهم موقع العقلة بحيازتهم حفار مستأجر، انتهى عقده الإيجاري.
تُضاف هذه الجريمة إلى سجل حافل من الاعتداءات التي ترتكبها مليشيا الشرعية ضد الجنوبيين، وهي جرائم قمعية زادت حدتها على مدار الفترات الماضية، ضمن حرب شاملة تعبّر عن كراهية حادة ضد الجنوب.
حوثيًّا لا يختلف الأمر كثيرًا، فالمليشيات المدعومة من إيران ارتكبت الكثير من الجرائم ضد المدنيين وكبدت كلفة دامية أيضًا، أحدثها تمثل في جرح سيدة مسنة، من جرّاء قصف شنّته المليشيات على منطقة السد في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة.
وكشفت مصادر محلية عن إصابة سعيدة سالم عوض حساني، (80 عامًا)، بجروح في البطن بشظايا قذيفة هاون حوثية سقطت على منزلها.
ونقل المواطنون الجريحة إلى المستشفى الميداني في الخوخة لتلقي الإسعافات الأولية وإنقاذها من النزيف الحاد.
الجرائم الغادرة التي تفتك بالمدنيين تعبِّر عن مدى الوحشية الحوثية والإخوانية، على النحو الذي يتطلب ضرورة محاسبة هذه المليشيات على جرائمها بمختلف الطرق الممكنة.
محاسبة الحوثيين والإخوان على هذه الجرائم يتطلب ضرورة الاهتمام بالعمل الحقوقي، وهو ما يوليه المجلس الانتقالي أهمية كبيرة، إذ تعمل دائرة حقوق الإنسان بالأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بشكل دائم على رصد وتوثيق الانتهاكات الإنسانية والحقوقية في مختلف أنحاء الجنوب من جانب مليشيا الشرعية الإخوانية ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
الأمر نفسه يجب أن يتم المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إذ يتوجب الاهتمام بتوثيق الجرائم التي ترتكب من قِبل المليشيات، وهي مهمة تقع على عاتق المنظمات الحقوقية المعنية بمراقبة الاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون.