سلاح المليشيات تحت القصف.. هل أصبح الحوثي ورقة إيرانية محروقة؟
استطاع التحالف العربي أن يصل إلى أماكن تخزين الأسلحة الحوثية في صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى الواقعة تحت سيطرة العناصر المدعومة من إيران، بل أن التحالف استطاع أن يرصد عمليات نقل الأسلحة من نقطة إلى أخرى وقدم ما يثبت على أنه استهدف بالفعل أسلحة حوثية جرى تخزينها في مواقع مدنية عديدة، وهو ما يشي بأن المليشيات أضحت مكشوفة بشكل كامل أمام التحالف الذي يضاعف ضرباته لقصقصة أجنحة العناصر الإرهابية.
تعد المعلومات التي عرضها التحالف العربي اليوم في المؤتمر الصحافي المهم الذي عقده المتحدث باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، إلى جانب توالي الاستهدافات التي تطال مخازن الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ مؤشر مهم على أن المليشيات الحوثية قد تكون عبئا على إيران التي تحاول الوصول لتسوية بشأن ملفها النووي، في حين أن نجاحات التحالف تؤشر على أن أوراق إيران أضحت محروقة ولم يعد من السهل إعادة توظيفها لخدمة سياسات طهران بالمنطقة.
تؤكد دقة ضربات التحالف على أن الحوثي أضحى مليشيات مفككة من الداخل وأن التركيبة التي حرصت إيران على الحفاظ عليها طيلة السنوات الماضية يجري تفككها في الوقت الحالي، إذ أنها قامت على وجود قيادة عسكرية تابعة لها مباشرة تقود العمليات الحوثية تمثلت في الإرهابي حسن إيرلو الذي لقي حتفه مؤخرا في ظروف غامضة، إلى جانب الاعتماد على خبراء حزب الله الإرهابي الذين لعبوا دورا مهمًا في تشكيل ترسانة الأسلحة الحوثية، لكن هؤلاء أضحوا في مرمى نيران التحالف وجرى كشفهم واستهدافهم مرات عديدة مؤخرا.
التركيبة التي حافظت عليها إيران تضمنت أيضًا الحفاظ على سرية أماكن الأسلحة وإطلاق الصواريخ وذهبت باتجاه تفخيخ المناطق المدنية بما يجعل هناك استحالة في الوصول إليها، غير أن التحالف العربي غير هذه المعادلة أيضًا واستطاع الوصول إليها بل أنه يتعامل بشكل آني ولحظي مع عمليات نقلها من منقطة لأخرى ويعمل على استهدافها بشكل سريع.
بالطبع مازالت تحافظ إيران على ورقة المليشيات الحوثية ولن تتخلى عنها بسهولة لكن الواقع يشير إلى أنها لم تعد سلاحا فاعلا من الممكن التعويل عليه كما كان الوضع خلال السنوات الماضية، وأن حالة الضعف التي أصابت المليشيات لا ترتبط فقط بقوة الضربات التي تلقتها مؤخرا لكنها تتعلق أيضًا بضعف وتفكك الشرعية الإخوانية التي بنت تحالفها معها لإطالة أمد الصراع.
لكن في الحالات هناك اتفاق بين العديد من المراقبين على أن هزيمة المليشيات الحوثية ومن ورائها إيران يتطلب فاعلية دولية في مواجهة الإرهاب الإيراني وأنه طالما جرى الربط بين نشاط المليشيات الإيرانية الإرهابية في المنطقة وبين العلاقات الثنائية أو الجماعية بين إيران والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ستظل الحرب قائمة حتى وإن تعرضت لهزائم قد تتجاوزها طالما استمر وصول الدعم الإيراني بالمال والسلاح للمليشيات الإرهابية.
رصد التحالف العربي مساء اليوم الأحد نقل مليشيا الحوثي الإرهابية أسلحة بصنعاء، معلنا تنفيذ ضربات جوية استجابة للتهديد، وطلب في بيان من المدنيين عدم التجمع أو الاقتراب من مدرسة الدفاع الجوي بصنعاء، في مؤشر لاستمرار القصف.
وكشف التحالف العربي في مؤتمر صحفي عصر اليوم، معلومات استخباراتية توثق تورط حزب الله اللبناني في استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
اتهم العميد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي، مليشيا الحوثي الإرهابية، باتخاذ المناطق السكنية ورشا لتصنيع المسيرات المفخخة، واستغلال المدنيين كدروع بشرية، مشيرا إلى أن المليشيا المدعومة من إيران ترفض السلام، مشددا على أنها تعتمد فكر طائفي عنصري.
وأشار إلى أن إيران دفعت بالقيادي في الحرس الثوري الإيراني، المدعو حسن إيرلو، إلى صنعاء لإدارة العمليات العسكرية للمليشيا الإرهابية، قبل عودته إلى طهران ووفاته قبل أيام.