إقالة بن عديو.. كيف عكست قوة الضغوط الشعبية الجنوبية؟

الاثنين 27 ديسمبر 2021 13:56:01
 إقالة بن عديو.. كيف عكست قوة الضغوط الشعبية الجنوبية؟

تحمل إقالة محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو من منصبه، باكورة انتصارات للقضية الجنوبية، باعتبار أنّ إزاحة الرجل من منصبه جاءت في أعقاب ضغط شعبي جنوبي عارم.

إقالة بن عديو جاءت في أعقاب واقعين مهمين، يتمثلان أولًا في مظاهرات شعبية دعت لتخليص شبوة من آثار الاحتلال الغاشم وهو ما بدأ يتحقق بالفعل، عبر إزاحة أحد العناصر المشبوهة التي حملت عداء ضخمًا ضد الجنوب وشعبه.

وزاد حجم الغضب من الاحتلال الإخواني لشبوة من جرّاء جرائم القمع التي ارتكبتها مليشيا الشرعية على مدار الفترات الماضية، إلى جانب سياسة تردي الخدمات التي أفسحت الشرعية المجال أمام تفشيها على صعيد واسع خلال الفترات الماضية.

الواقع الثاني هو أنّ محافظة شبوة سُلِّم عددٌ من مديرياتها للمليشيات الحوثية، والحديث تحديدًا عن مديريات بيحان والعين وعسيلان، وهذا التسليم تم بقيادة مليشيا الشرعية التي قادها المدعو بن عديو خلال الفترات الماضية.

وانفجر الجنوبيون غضبًا من جرّاء ممارسات التآمر الحادة التي ارتكبتها الشرعية الإخوانية على مدار الفترات الماضية، وهي جرائم أعادت احتلال المليشيات الحوثية للجنوب مرة أخرى، وهو ما أثار مخاوف ضخمة على مسار القضية الجنوبية.

تحقُّق إنجاز إقالة بن عديو يُحسب للجنوبيين، ما يعني أنّ الضغط  الشعبي أمرٌ يمكن أن يؤتَى بثمار كبيرة، بالنظر إلى ضرورة العمل على تخليص الجنوب احتلال الإخوان، وهو أمرٌ يمثّل ضرورة ملحة نحو الوصول إلى الحلم الأكبر وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.

الأهم من ذلك هو ضرورة أن تكون إزاحة بن عديو بمثابة إنقاذ لشبوة من الاحتلال الإخواني بشكل كامل، ما يعني أنّ منظومة الاحتلال الإخواني للمحافظة يجب إزاحتها بشكل كامل دون أي استثناء.

المكسب الذي حققه الجنوبيون على هذا النحو ينظر إليه بأنه دافع قوي نحو تحقيق المزيد من المكاسب السياسية والميدانية التي تصب جميعها نحو تحقيق الحلم الأكبر المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.