جهود دبلوماسية وصمود شعبي.. الانتقالي يُهيئ البيئة المناسبة لاتفاق الرياض
يعبر اللقاء الذي عقده الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بسفير المملكة العربية السعودية محمد آل جابر، اليوم الاثنين، بمقر إقامته في الرياض، على أهمية الدور الذي يلعبه المجلس على مستوى تهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض وإنجاحه على أرض الواقع، كما أنه يترجم ثقة التحالف العربي في الجهود التي يبذلها لتحريك الجمود الذي تسببت فيه الشرعية الإخوانية.
قاد الانتقالي مسيرة نجاح سياسية وعسكرية انتهت مؤخرا بإقالة القيادي الإخواني محمد بن عديو من منصبه كمحافظ لشبوة، بدءًا من تعامله باحترافية مع العراقيل التي وضعتها الشرعية الإخوانية وهدفت من خلالها لإفشال جهود التوقيع على اتفاق الرياض قبل أكثر من عامين ومرورا بالانتهاكات المتتالية التي مارستها لعدم إنزال بنوده على الأرض وما ترتب على ذلك من تصعيد عسكري هدف لإعادة اختراق العاصمة عدن من خلال استهداف القوات المسلحة الجنوبية في أبين.
ونجح الانتقالي في قطع الطريق أمام محاولات الشرعية لتجاوز الاتفاق، الأمر الذي كان من نتيجته تدخل التحالف العربي لوضع آلية لتسريع تطبيق بنوده وانتهى الأمر بتطبيق جزء من الشق السياسي متمثلا في تعيين حكومة مناصفة بالمشاركة بين الانتقالي والشرعية الإخوانية، لكن المجلس لم يتوقف عند هذا الحد واستمر في ضغوطاته التي قادت لعودة الحكومة إلى العاصمة عدن مجددا وإرغام وزراء الشرعية على تأدية مهامهم.
يمكن القول بأن الضغط على الشرعية لإقالة المدعو بن عديو جاء نتيجة جهود دبلوماسية فاعلة قادها المجلس الانتقالي الجنوبي على مدار الأشهر الماضية منذ أن تلقى الرئيس عيدروس الزُبيدي الدعوة لزيارة الرياض، وما تلا ذلك من اجتماعات مهمة عقدها رئيس المجلس الانتقالي مع دبلوماسيين غربيين وعرب، استطاع من خلالها أن يوضح وجهة نظر الجنوب ويفضح ممارسات الشرعية على الأرض، كما أن ذلك تزامن مع صمود شعبي في الشارع أرغم الشرعية على التراجع قليلا للوراء ومن المتوقع أن تقدم مزيدا من التنازلات طالما أنها استمرت في تلقى الهزائم السياسية والعسكرية.
بحث الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال استقباله سفير المملكة العربية السعودية محمد آل جابر، اليوم الاثنين، بمقر إقامته في الرياض، تطورات الموقف العسكري والاقتصادي في الجنوب واليمن.
وحث الزُبيدي على استكمال عملية تطبيق اتفاق الرياض بصفته الأساس المتين لتوحيد الجبهات، مشددا على أهمية ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين المجلس الانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي.
ونوه بجاهزية القوات المسلحة الجنوبية لردع مليشيا الحوثي الإرهابية، في مختلف الجبهات، مثمنا التحركات العسكرية لقيادة التحالف العربي الهادفة إلى توحيد الجبهات في مواجهة المليشيات المدعومة من إيران.
بدوره، عبر آل جابر عن تقديره لمواقف المجلس الانتقالي الجنوبي الداعمة لمواجهة خطر التمدد الإيراني، وجهود قيادة المجلس لإنجاح تنفيذ اتفاق الرياض.
