دلالات قصف مطار عتق.. استباق حوثي للمواجهة وتخادم مع الإخوان
في وقتٍ يتخوف فيه الحوثيون من مواجهة عسكرية في محافظة شبوة تنهي احتلالهم لعدة مديريات في المحافظة، ذهبت المليشيات إلى محاولة تفادي هذه المواجهة بتوجيه ضربات إرهابية ضد أهداف مدنية، في مسعى لوقف تقدم وحدات العمالقة.
المليشيات الحوثية أطلقت صاروخًا مدويًّا على مبنى مطار عتق، ما أوقع انفجارًا ضخمًا، وذلك في أعقاب انتشار وحدات قتالية لقوات العمالقة الجنوبية، بشكل مكثف في مطار عتق بمحافظة شبوة، ومداخله لتأمينه.
يأتي هذا فيما نفى مصدر مطلع وقوع أي إصابات في صفوف القوات المسلحة الجنوبية المنتشرة في مطار عتق الدولي، في وقتٍ أدانت فيه وزارة النقل القصف الحوثي ووصفته بالجريمة الإرهابية الغاشمة.
الوزارة كشفت عن وقوع أضرار مادية بالغة في المطار، ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى الضغط على المليشيات الإرهابية لإيقاف أعمالها الإجرامية، مشيرة إلى قصفها مطار العاصمة عدن قبل عام، في جريمة نكراء راح ضحيتها العشرات.
وشددت وزارة النقل على أن الجرائم الإرهابية لن تثنيها عن أداء مهامها في الاستمرار بتشغيل كافة المطارات بالمناطق المحررة.
القصف الحوثي على مطار عتق حمل هدفين واضحين، الأول هو استهداف وحدات ألوية العمالقة التي تمركزت في المطار بغية تأمين موقعه الاستراتيجي، من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، باعتباره أحد أبرز المواقع الحيوية في المحافظة.
في الوقت نفسه، حاولت المليشيات الحوثية عرقلة تقدم قوات العمالقة على الأرض، وأن تكون المواجهة عن بعد، في محاولة لتفادي لصدام ينزع احتلالها عن المديريات التي تسلمتها من الشرعية الإخوانية، وهي العين وبيحان وعسيلان.
كما أن إقدام المليشيات الحوثية على شن هذا الهجوم في هذا التوقيت وتزامنه مع وصول قوات العمالقة، يعكس حجم التخادم بين الحوثيين والإخوان، باعتبار أنّ المليشيات المدعومة من إيران لم تشن قصفًا كهذا منذ نزولها إلى شبوة، ما يعني أنّ وجود مليشيا الشرعية كان مطمئنًا للمليشيات الحوثية.
ويعكس الهجوم الحوثي مدى خوف المليشيات من التهديد المباشر والحقيقي الذي تشكله عليها قوات العمالقة باعتبارها قادرة على اقتلاع جذور المليشيات الحوثية من شبوة بشكل كامل، خلافًا للمليشيات الإخوانية التي تآمرت لصالح مشروعها الخبيث.
الأكثر من ذلك، هو أنّ الشرعية الإخوانية بدأت تُثار ضدها الاتهامات بالمشاركة في هذا الهجوم الإرهابي بالتنسيق مع المليشيات الحوثية، وهو أمرٌ غير مستبعد بالنظر إلى حجم التخادم بين الفصيلين.