اختطاف موظفين أممين يثير قلقًا دوليًّا فقط من الحوثيين
بين حين وآخر، تعبِّر الأمم المتحدة عن قلقها من جراء الاعتداءات التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإرهابية والتي تطال عناصر المنظمة الدولية نفسها، لكن الأمر لم يرقَ إلى اتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيات.
المليشيات الحوثية كانت قد اختطفت في العاشر من نوفمبر الماضي، اثنين من موظفي الأمم المتحدة ضمن حملة اختطافات طالت العشرات من الموظفين في السفارة الأمريكية بصنعاء.
أحدث موجات الإعراب عن القلق، صدرت عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بشأن مواصلة مليشيا الحوثي الإرهابية اعتقال الموظفين الأممين.
مجلس حقوق الإنسان قال في بيان، إنَّ هناك حالة قلق عميق بشأن وضعهما، مع غياب أي اتصال معهما منذ احتجازهما لدى المليشيات المدعومة من إيران.
المليشيات الحوثية تملك باعًا طويلة من جرائم القمع التي يرتكبها هذا الفصيل المدعوم من إيران، والتي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وهو ما يعبِّر عن وحشية المليشيات ما يفرض ضرورة التعامل بردع وحسم واسعين ضد المليشيات.
القلق الأممي ليس الأول من نوعه، ففي نوفمبر الماضي وبُعيد اعتقال الموظفين الأممين، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء اختطافهما من قبل مليشيا الحوثي في صنعاء.
وصرّح المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، بأنّ المليشيات الحوثية تحتجز الموظفين الأمميين دون أي مبرر أو تهمة، مؤكّدًا أنه تم منعهما من الاتصال بعائلتيهما ومكاتبهما.
وأشار إلى أنّه رغم تلقي المنظمة الأممية تأكيدات من الحوثيين (قبل اجتماع مجلس الأمن بشأن اليمن الذي عقد في نوفمبر) بإطلاق سراح الموظفيْن، إلا إن الموظفيْن ما يزالان رهن الاحتجاز.
ووصف دوجاريك الإجراء الحوثي، بأنه يمثّل انتهاكًا لامتيازات وحصانات الأمم المتحدة، وانتهاكًا مباشرًا للتأكيدات التي تلقتها المنظمة، داعيًّا إلى الإفراج الفوري عنهما.
جرائم الاعتقال الحوثية التي تثير قلقًا أمميًّا لا يبدو أنه ستتوقف من خلال هذا التعامل من قِبل المنظمة الدولية، ويرى محللون ضرورة إقدام المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيات المدعومة من إيران.
وحتى الآن، يُظهر المجتمع الدولي ما يمكن اعتباره فشلًا وعجزًا عن مواجهة الإرهاب الحوثي الذي يفتك بالمدنيين على صعيد واسع، وذلك بعدما اكتفى بالإعراب عن القلق دون أن يتم اتخاذ إجراءات رادعة.
التساهل الدولي مع الحوثيين أمرٌ لا يُشكل خطرًا على المدنيين وحسب لكن المليشيات تتمادى في تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل كبير على مدار الفترات الماضية، وهو ما يُشكل تهديدًا صريحًا ومباشرًا لمصالح كل الأطراف على مستوى العالم.