شبوة تئن من الإرهاب.. قصف معسكر العمالقة يوثّق تخادمًا حوثيًّا إخوانيًّا
"لماذا هنا؟ لماذا الآن".. سؤالان برزا إلى واجهة الأحداث مع الهجوم الإرهابي الذي شنّته المليشيات الحوثية، على موقع قوات العمالقة في معسكر خمومة بمديرية مرخة السفلى في محافظة شبوة.
الهجوم الإرهابي الحوثي جاء بعد يوم واحد فقط من سيطرة قوات العمالقة على المعسكر الذي كان خاضعا لسيطرة مليشيا الشرعية الإخوانية.
الهجوم الحوثي استهدف من جانب، عرقلة جهود قوات العمالقة التي تحركت لاسترداد مديريات شبوة من قبضة المليشيات الحوثية، وهي بيحان والعين وعسيلان التي سلمتها الشرعية للمليشيات المدعومة من إيران.
يُفهم هذا الأمر في إطار مساعي الشرعية الإخوانية لغرس بذور الإرهاب في الجنوب من خلال نشر عناصر إرهابية على أراضيه، بما في ذلك المليشيات الحوثية التي كانت القوات المسلحة الجنوبية قد لفظت إرهابها في وقت سابق.
لكن الهجوم الإرهابي كانت له دلالة أخرى شديدة الأهمية، وهو التوقيت والمكان، فالمليشيات الحوثية هاجمت المعسكر بعد يوم واحد من تسلمه قوات العمالقة من الإخوان، وهنا تساءل الكثيرون: لماذا لم يشن الحوثيون أي هجوم على المسعكر أثناء سيطرة مليشيا الشرعية عليه.
يعطي هذا الأمر دلالة واضحة حول حجم التنسيق الإخواني الحوثي، ويُفهم هذا الأمر في إطار تقاطع المصالح المشتركة فيما بينهما، وهو ما يحمل عداء متكاملًا من قبل كلا الفصيلين ضد الجنوب والتحالف على حد سواء.
السيناريو نفسه يتكرر بحذافيره في جبهة أخرى، فيوم الثلاثاء الماضي تسلمت قوات ألوية العمالقة مطار عتق، وقد جرت عملية الاستلام والتسليم رسميًّا صباح الأربعاء، بحضور المستلم قائد اللواء الحادي عشر عمالقة عبد الرحمن الجعري، وحضور المسلم قائد محور عتق اللواء عزيز العتيقي وعددا من القيادات العسكرية.
لكن، لم تكد تمر ساعات على ذلك حتى شنّت المليشيات الحوثية بالتنسيق مع حليفتها "الإخوانية"، وذلك بإطلاق صاروخ مدوٍ على مبنى مطار عتق، ما أوقع انفجارًا ضخمًا، وذلك في أعقاب انتشار وحدات قتالية لقوات العمالقة الجنوبية.
الهجوم الإرهابي على المعسكر الذي بدأت تلوح معلومات عن تنسيق إخواني مع الحوثيين في تنفيذه، يحمل دلالة كبيرة على أنّ قوات العمالقة تعمل في بيئة تحتضن الإرهاب، وهو أمرٌ غرست بذوره الشرعية الإخوانية التي عملت على مدار الفترات الماضية، من خلال نشر العصابات المسلحة الإرهابية قبل أن يتفاقم الأمر بتسليم مديريات شبوة للمليشيات الحوثية.
نجاح جهود قوات العمالقة في عملياتها الرامية إلى استعادة مديريات شبوة من الحوثيين، يستلزم جهودًا عسكرية ضخمة، بالنظر إلى أنّ القوات تواجه عدوين اثنين وليس عدوًا واحدًا، وهما الحليفان الحوثي والإخواني.